اكثر من مائتي حزب و حركة سياسية, تم تسجيلها رسمياً في سجلات, المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق, تحت ضغط جفاف الاتفاق, وسط حيرة من المواطن العراقي.
سجل المراقبون لعملية التحالفات العراقية, للانتخابات المزمع إجراؤها خلال شهر مايو 2018؛ تذبذبات في الاتفاقات والتوافقات, وتَعارضٍ في المصالح والأفكار, وسط رياح عاتية مليئة بالغبار, ممن يعارضون إقامة الانتخابات في وقتها, لخلق غشاوة على فكر المواطن العراقي.
غيومٌ متفرقة سادت جو التحالفات, وكأنها طقس العراق لهذا العام, وسط درجات حرارة مُربِكَةٍ للمواطن, برودة في الصباح وحرارة في ظهيرة نفس اليوم, يتحول الى بردٍ يُرجف الأبدان ليلاً, تُبشر الأنواء الجوية باقتراب المطر, وسرعان ما تُغير توقعاتها, باتعاد تلك الغيوم عن بعضها!, تسريبات عما يوصَفون بمطلعين, تخرج علينا بين الفينة والأخرى, يتجمع بعض الغيوم, ليصرح بالنقيض تم تَفرق الغيوم!, ما الذي يحصل في العراق؟ جفاف ولا مطر, وحركات سياسية بلا اتفاق!.
وسط كل تلك الإرهاصات, ومحاولات خبيثة لتأجيل الانتخابات, يسوده خوفٌ من عدم انتخاب المواطن, للوجوه التي لم تقدم الخير للعراق, ينسحب حزب الدعوة الاسلامي من الانتخابات, بعد عدم الاتفاق على رئاسة الكتلة, بين أمين الحزب ورئيس مجلس الوزراء, حسب تسريبات بعض ما يسمون بالمُطَّلعين, تفرقوا ليتفقوا على الانتشار, كُلٌ حسب ما يراه مناسباً, ما يشبه معركة انقطعت سُبُلِ الاتصالات, بقطعاتها المشتركة في القتال.
مزنة خير تمطر فجأة, ليُعلَن عن تَحالف “النصر للعراق”, تشكيلٌ من جهابذة السياسة, الحشد الفاتح والعبادي المنتصر, وحكمة السيد عمار الحكيم, ومن انضم تحت اجنحتهم, كتلةٌ قادرة على تشكيل غالبية, ينتفض العروبيين والطائفيين, بالضد من هذا التحالف, لتشهد بغداد تفجير مزدوج, لم تشهد له بغداد, مثيلاً منذ فترة طويلة.
كنا نرى برنامج خاص لكل قائمة, فهل سيظهر المتحالفون, برنامجاً موحداٌ يجمع كل الرؤى؟, سؤالٌ يحتاج الى جواب, ينتظره المواطن العراقي بفارغ الصبر, ليحدد مسار بوصلته الانتخابية, فتحديث السجلات يجري على قَدَم وساق.
يبدو ان غيوم السياسة تَكثفت, فهل ستمطر غيثاً, لتنتج ريعاً من محاربة الفساد, ورفع روح النصر؟, نسأل الخالق غيثا من القوانين, لخدمة المواطن لا لحكمه فقط.