طفلان كلاهما من مكان واحد (المنطقة الغربية) من العراق وهما من دين ومذهب واحد وعمرهما واحد , ولكن فرقهما السلوك والموقف والتصرف … الطفل الاول علي احمد راشد يبلغ من العمر 14 عاما كانت ارادته ووطنيته وشجاعته سببا لانقاذ 30 عائلة عراقية مكونة من 165 شخصا فرت من بطش داعش باتجاه الجيش العراقي في منطقة مزروعة بالالغام وكان معهم دليل تخلى عنهم وولى هاربا بعد أن قطعوا مسافة 2كلم ، فكانوا بين خيارين أحلاهما أمر من الثاني , إما العودة للقرية التي تركوها ومواجهة الموت المحقق على يدي عناصر داعش اوالاستمرار بالسير والتسلل عبر حقول الألغام التي ربما تنفجر عليهم وتؤدي لمقتلهم …. في هذا الموقف الحرج والصمت المطبق انبرى الطفل علي وتطوع لمواصلة المسير بين الألغام مضحياً بحياته من أجل سلامة الأخرين وسط معارضة ورفض والده الذي أقترح أن يكون هو الدليل الذي يضحي بنفسه ، إلا أن إصرار الطفل علي وتذكير لوالده بأنه مسؤولا عن أمه وأخوته وسيتركهم بلا معيل لو قتل أثناء المحاولة كانت سببا في موافقة الأب واقناعه بان لا يقدم على السير اولا , وفعلا دخل الطفل الشجاع علي حقول الألغام غير آبه لحياته ومضحياً بها لتتبعه بقية العوائل مشيراً عليهم باقتفاء أثره موجها لهم أن لا يحيدوا عنه ، الا ان استطاع أن يعبر بهم الى بر الأمان بين أيادي الجيش العراقي مقدمين لهم المساعدة الطبية العاجلة وتهيئة العجلات التي أقلتهم لمعسكرات النزوح التي أعدتها الحكومة العراقية بمساعدة منظمات الأغاثة الدولية…
بالمقابل الطفل مصطفى وجدان عائلته نازحة من الانبار الى السماوة , عمل لدى صاحب محل وسرقه بالات من الكلينكس والحفاظات ولثلاث مرات بقيمة 28 مليون دينار , ورغم هذا الفعل المشين تصدى للدفاع عن هذا الطفل السارق ساسة الدواعش من امثال سعد البزاز الذي خصيص مبلغا ماليا شهريا لمدة سنتين لعائلته , كما ان الاعلام الداعشي المتمكن من قلب الحقائق صور السرقة على انها4علب كلينكس نكاية بقانون 4 ارهاب كما غالطوا في عمر الطفل بان جعلوه 8 سنوات في حين عمره الحقيقي 12 سنة و6أشهر، وحادثة السرقة لا تتعلق بسرقة 4علب من المناديل الورقية، إنما قام بسرقة (بالات) من هذه المناديل والحفاظات في عملية كررها في ليالٍ عدة من أحد المخازن التجارية حتى تم ضبطه متلبساً نتيجة بلاغ من صاحب المخزن كما مدون في احترافاته في القضاء…الاعلام البائس والساسة المغفلون وقفوا معه ليكون بطلاً شعبياً رغم أنه حرامي وخائن للأمانة كونه سرق رب عمله ! والجميع ضغطوا على القضاء حتى أطلق سراحه !! فنائبة استقت معلوماتها من قناة الشرقية وطالبت رئيس الجمهورية باطلاق سراحه لكونه نازح ووالده شهيد في حين والده يعمل في الاجهزة الامنية بدليل محكمة التميز سلمت الطفل المفرج عنه له فماذا تقولين بعد هذا ايتها النائبة المحترمة ؟! وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وضمن تشكيلاتها في محافظة المثنى ذهبت الى منزل الطفل مصطفى للاطلاع على وضعهم المعيشي واكتشفت ان والده يعمل عسكرياً ويتقاضى راتبا شهريا قدره مليون دينار ورغم هذا عرضت على والده قرضاً مالياً وضمن السياقات المعتمدة لدى الوزارة ، لتيسير امورهم المادية الا ان والد الطفل رفض ذلك العرض بذريعة العودة الى مناطق نزوحهم في الانبار خلال الايام المقبلة…بربكم الم يكن معيبا ان تدافعوا وتضامنوا مع الطفل السارق مصطفى وتغضوا النظر وتتجاهلوا موقف الطفل الشجاع علي الذي احيا ارواح 165 عراقي ؟! هل احد منكم كتب عنه مقالا او اشاد به او احد من المسؤولين كرمه ؟! اين سعد البزاز من موقف الطفل علي ؟! هل يعقل انه لم يسمع به وهو من اهل الموصل ؟!
وانا في غاية الغرابة ان رجال دين وخطباء ينخدعون بهذه المكيدة , فهل تريدون تعطيل حدود الله وتعطلوا القضاء ؟ وهل الحدث معفوا عن جرائم الجنح ؟! اليس هناك محاكم خاصة بالاحداث في كل العالم ؟! فاذا ادعيتم بالمواقف الانسانية فاين انتم من احتراق 11 طفلا من الخدج في مستشفى اليرموك بفعل فاعل ؟! لماذا لم تتحرك انسانيتكم وتسقيظ ضمائركم ازاء هذا الحدث البشع ؟! اين انتم يارجال الدين والخطباء والساسة والكتاب والاعلاميون ؟! واين موقفكم من الطفل الشهيد مثنى قاسم الكلابي ذو 15 عاما الذي استشهد في نفس المكان الذي نزح منه “مصطفى وجدان” من أجل مصطفى ووطنه ودينه ومقدساته! لماذا لم يحظ باهتمامكم ؟! ولكن انا اقول صدق من قال نحن ايتام قيادة في الدين والسياسة