22 ديسمبر، 2024 9:23 م

طــك بـطك دواعش ديموقراطيون.!

طــك بـطك دواعش ديموقراطيون.!

يبدو إن الساسة لحد الأن لم يفهموا أبجديات الصراع الدائر في العراق؛ وتحديداً بعد الإنتخابات التي جرت عام 2014، أي قبل ما يقارب العامين من الأن، إجتياح العصابات الإرهابية( داعش) للعراق، وإحتلال ثلث مساحته جغرافياً من الجانب الغربي؛ ومظاهرات تعم المدن العراقية بالكامل ومصالح حزبية وطائفية وقومية، وبداية إنهيار الدولة العميقة وتصدع أركانها. أعطانا الدستور الشرعي للبلاد مساحة كاملة من الديموقراطية والحرية؛ وإحترام الفرد بغض النظر عن لونه أو طائفته، لكن للأسف الشديد معظمنا فهم الحرية بطريقة” العبودية”؛ وبدأ يروج لها متخذها سلوكاً في الحياة العامة، والتعاملات مع الأخرين أحزاباً أو طائفةً أو قوميةً، وهذا السلوك أشد وطئه من الإرهاب الداعشي؛ كونه يقتل ويسرق ويحرق المؤسسات الحيوية، ويعطل الحياة العامة تحت يافطة الحرية. منذ اليوم الأول لانطلاق المظاهرات التي عمت معظم المدن العراقية؛ نراقب وبحذر مجريات الأحداث الدائرة والتصريحات الإعلامية، والمناكفات السياسية والتصفيات الحزبية، وقد حددنا بوصلتها منذ إنطلاقتها، حيث كان مسارها وأضح لنا كمراقبين على الوضع العام للبلاد؛ وقد وضحنا إن اللاعب الدولي كان له اليد الطولى ومحرك رئيسي فيها، وجعل العراق ساحة للتصفيات الدولية والإقليمية؛ وإعادتنا إلى عام 2007__ 2008. ما جرى مؤخراً من دخول المتظاهرين إلى الخضراء حيث المواقع المهمة للدولة والوزارات والسفارات وغرف العمليات المشتركة ومديريات المخابرات والإستخبارات لم يكن عفوياً مطلاقاً وإنما هناك مشروع الدولة العميقة وما تطابق مع رؤيتها خارجياً وداخلياً لإدخال الشعب في دوامة الصراع وإنشغال الشارع بأمور مفتعلة حيث أفتعلها من طرق بابه القانون وهيئة النزاهة مؤخراً والقصاص منه بات قريباً جداً إن الإنتصارات الكبيرة التي حققتها قواتنا الأمنية وحشدنا المقدس، بتحرير قضاء الرطبة بالكامل وفتح الطريق بين البغدادي وهيت؛ وتلاحم القوات الأمنية مع بعضها في هذه المناطق وحصر رأس الافعى الفلوجة، والإعلان عن ساعة الصفر لاقتحامها من عدة محاور؛ وقتل من فيها من أعتى قادة المجموعات الإرهابية، التي تحتوي على معلومات محلية ودولية مهمة، وخارطة طريق لتحرير نينوى. هذا الأمر بالتأكيد أشبه بطوق الخلاص من هذه المجموعات الإرهابية( داعش)؛ وكشف حلفائها من الداخل والخارج وتجفيف منابع تمويلها، وقطع أذرعها الأخطبوطية الممتدة في مؤسسات الدولة والعملية السياسية، وخلاياها النائمة في المدن والقصبات العراقية، وتهيج مشاعر البسطاء تحت عنوان الإصلاح مسنوداً بإعلام بلا ضمير وتزييف للحقيقة؛ وما حدث يوم الجمعة بطعن القوات الأمنية” بالسكاكين”، وإختطاف بعظهم؛ هل هؤلاء مصلحون.؟؟ أم دواعش ديموقراطيون.