23 ديسمبر، 2024 12:47 م

طغيان بحاجة الى إجتثاث طغيان بحاجة الى إجتثاث

طغيان بحاجة الى إجتثاث طغيان بحاجة الى إجتثاث

ثمة ممر في غاية الدقة الى صراط الحياة، تتخلله معرقلات هوى النفس ومعوقات مناهج الأخذ وكبت العطاء الإجتماعي، فيه توازن الحياة ميزان لديمومة إتزان الفعل والنتائج المتساوية، وقد سميت على أثرها الخليقة خليقة؛ لأجل حمل التخلق الإجتماعي والسياسي، ولها غاية تحقيق الكمال والعدالة الإجتماعية والمساواة.
إحتكار الحياة السياسية والإجتماعية هو توكل بالقوة نيابة عن الناس، وصراع بين الإرادة الشخصية وحب عمل الخير في شجاعة التضحية.
الصراعات التي تشهدها المجتمعات تتسع بتنامي الى حد التخمة لطبقة على حساب طبقات، وهي تريد إحراف أنزال الأرزاق وبحث الإنسان عن تطوره الذاتي، ومن ثم عرقلة تكامله مع مجتمع يكون هو أحد قواعده، وهذه الطبقة الفاسدة تعمل على هد كل القواعد.
مخزيٌ جداً أن تجد مسرول كبير يتسلم راتب قدره 150 مليون ويسرق؟! ومواطن لا يملك بيت وراتبه 150 ألف، الأول أبناءه وأقاربه مصونون محصنون، لهم حصة الوظائف العالية والسفرات ومخصصات الخطورة، وتحيطهم الحمايات والجدران العالية، والثاني تحمل تبعات إنهيار الوطن وتصدى وجابه الأعداء، وتحمل الحرمان في الدكتاتورية، ولم يتناول من سرقات حرامية الديموقراطية.
يدبُ مرض في المجتمع ويكاد يكون وباء، يقوده أعمدة الإنتهازية وتحويل الدولة الى ولاءات، وبصورة مستهجنة يستشري شراء الضمائر والمناصب والوكلات؛ حتى صار 80% من المراكز المهمة كسرطان يسري في جسد الدولة، ويتفاخر السراق أمام الفقراء بسيارت تساوي مبلغ عشرات من بيوتهم؟!
ظلم كبير وفقدان إنصاف وكفر بالإنسانية، أن تصل أفعال السياسة الى إنتاج مجتمع طبقي؟! يقوده سراق قوت وأغنياء من جلد أبناء وطنهم، الّذين أفقرهم جشع الإستغلال وفن التزوير والكذب.
جشع وظلم وكارثة إنسانية، أن يستهزأ الذي من المفروض أن يكون أميناً على بغداد، ويتبجح بشراء مسبحة بخمسة ملايين دينار؟! وتاجر يضع على باب مطعمه؛ قفصين لأسدين يحتاجان في اليوم الواحد 60 كليو لحم بدون عظام، تكفي لإطعام 240 عائلة بحساب بسيط، ويعتبر هذا الشخص حيوانه أفضل من عراقي يكد من الصباح الى المساء.
الإحتكار كان لطبقة لا سياسية أخذت على عاتقها نهب أموال العراق، والتربع على أنفاس مواطن يبحث عن إنتماء، في وطن صارت حدائقه بيوت للفاسدين.
كنا نعتقدها نخبة سياسية وأصبحت خيبة مأساوية، ساءت أستخدام السلطة وأساءت التعامل مع شعبها، ومثلما بدأ رئيس مجلس الوزراء حملته ضد المفسدين، هنالك شعب ينتظر أن تستمر على حيتان الدرجات الخاصة، ولا تخضع لضغوط حزبية، جعلت من العراق في مهب ريح الفساد الذي دمر كل طبقات المجتمع، وصار في العراق كثير من الطغاة بحاجة الى الإجتثاث.