في اليوم العاشر للهجوم الروسي على اوكرانيا يبدو ان طريق السلام بينهما مغلقاً الى الان برغم جولات المفاوضات على حدود بيلاروسيا بين وفدي الطرفين الاوكراني والروسي التي لم تتوصل الى الان الى ايقاف اطلاق النار..والملاحظ من متابعة اخبار الحرب بان الهوة ما زالت عميقة وبعيدة بين بوتين الذي يصر على شروطه التي تتعدى حياد اوكرانيا كما هو معلن ، وبين زيلنسكي الذي جر بلاده الى ويلات حرب غير متكافئة مراهناً على مساندة الادارة الاميركية ودول حلف الناتو من دون ان يضع بالحسبان استحالة تدخلهما العسكري المباشر وبما قد يؤدي الى حرب عالمية ثالثة لاسامح الله وهو ما يدركه الرئيس الروسي جيداً .كنا في مقال سابق وبعد يومين من اندلاع الحرب وبعنوان ( روسيا واكرانيا وخيارات السلام ) تمنينا غلبة صوت العقل والحكمة من اجل السلام وتجنيب شعب اوكرانيا الويلات والمأسي برغم ما نحمله من غضب على القيادة الاوكرانية التي دفعت قواتها العسكرية بالمشاركة في احتلال العراق ، غير ان مسارات الاحداث اتجهت وما زالت للتصعيد وليس الى التهدئة التي تحتاج الى قرار حكيم يعي ان ليس هنالك في الحرب من منتصر وفي النهاية الكل خسران بهذا الشكل او ذاك بما فيه الطرف المنتصر عسكرياً .. ومما يزيد من استعار اوار الحرب بين روسيا واكرانيا مواقف الدول سواء المؤيدة لا وكرانيا او الاخرى التي تجد المبررات للعمليات العسكرية الروسية ضد دولتها الجارة اوكرانيا التي تنكرت لعلاقاتها التاريخية مع الروس واتجهت صوب اميركا بشكل استفز الدب الروسي واغضبه .. ونعتقد ان المطلوب حالياً وعلى وجه السرعة ومن الدول صاحبة التأثير على روسيا واكرانيا التدخل دبلوماسيا لايقاف الحرب التي توسعت بشكل يهدد الامن والسلم العالمي بدلاً من المواقف غير المسؤولة التي تشجع طرفي النزاع على الاستمرار في الحرب وعلى الجميع الامم المتحدة ومجلس الامن اتخاذ قرارات عملية تطمئن روسيا وتبدد مخاوفها من اوكرانيا في نفس الوقت ىالذي تتضمن هذه القرارات حقوق اوكرانيا كبلد مستقل .. قد يكون بوتين محقاً باعتقاده ان القيادة الاوكرانية تمادت كثيراً وصارت تسعى لتهديد الامن القومي الروسي ، غير انه ايضاً عليه ان لا يتمادى كثيراً باتجاه استمرار تدخله العسكري في اوكرانيا معتمداً على تفوق القوات العسكرية والتدخل المياشر للشيشان الى جانبه اضافة الى بيلاروسيا وعليه ان يخفف من سقف مطالبه التي نشعر انها تجاوزت موضوع تاديب القادة الوكرانيين وعلى رأ سهم زيلنسكي .. بالمقابل مطلوب وبالحاح من الرئيس الاوكراني ان ينتبه الى حجم معاناة الاوكرانيين وما لحق ببلادهم من دمار ويعترف حتى ولو بشكل غير مباشر باخطائه من اجل سلامة البلاد والعباد ..
ما يؤسف له ان الطرفين الروسي والاوكراني الى الان ما زالا بعيدان عن طريق السلام في حين انه السبيل الوحيد لتوفير الامن والطمانينة لهما وللعالم اجمع .. وفي النهاية ليس هنالك من حرب الى ما لانهاية ولابد ان تتوقف ولكن ماذا سيكتب التاريخ هذا ما يجب ان يعيه بوتين قبل زيلنسكي كونه الطرف القوي في هذه الحرب المستعرة .