22 نوفمبر، 2024 10:39 ص
Search
Close this search box.

طريق التنمية من الفضاء العراقي الى الاوربي

طريق التنمية من الفضاء العراقي الى الاوربي

هكذا استقرت التسمية طريق التنمية الدولي على الطريق الذي يربط ميناء ” الفاو” بميناء ” مرسين” التركي وقبل ذلك القناة الجافة ومن سماه طريق الحرير ,المهم انه انطلق المشروع بخطيه ( السيارات – السكك) ,ومدن صناعية ,وقد يضاف اليه لاحقا خطوط انابيب لنقل النفط والغاز , الاهداف كبيرة واستراتيجية وعظيمة لربط الشرق والغرب وللتنمية الوطنية ,انه مشروع اقتصادي ضخم في كلفته ووقراته ومروره بعدد من المدن العراقية وتقصير المسافات بين الدول , انه نظير لقناة السويس المصرية , بل ان البعض يتطرف ويضفي عليه اهمية اكثر منها .

ما كتب عنه وما نشر من احصاءات تثير الارتياح والشعور بان المنطقة على ابواب نقلة جديدة من التعاون والتكافل الاقتصادي والتشابك في قراءة صحيحة لدور الاقتصاد, ومن هنا على حكومتنا ان تدرس وتتخذ خطواتها بعناية المشروع وان يكون للاقتصاد الاولوية والعلوية على السياسات , وان تكون للبلد الحصة الاكبر فيه , من دون الهرولة وراء مودة الاستثمار الشائعة هذه الايام ومنحه للشركات لتتحكم بموردنا وثروتنا مثلما جرى في مشاريع اخرى , قد نعض الاصابع ندما في المستقبل .

هذا المشروع الاستراتيجي كلفته البالغة 17 مليار دولار معدات وبنية تحتية بمقدور الاقتصاد تحملها لاسيما يتطلب عدة سنوات لإنجازه وتمتلك البلاد احتياطي ” فائض مالي ” يفوق 110 مليارات دولار واطنان من الذهب , والاهم انه يحقق مرود مالي يصل الى اكثر من اربعة مليارات دولار , يعني خلال اربع سنوات يمكن استرجاع كلفته اذا احسن تشغيله , الى جانب انه سيوفر 100 الف فرصة عمل .

ان المشروع بحاجة منذ لبناته الاولى الى كفاءات وطنية نزيه ومن مختلف التخصصات وبالإمكان تدريب الشباب على وفق الاحتياجات بلا محاصصة وحزبية ضيقة , وانما على اساس الكفاءة والمقدرة ومن الذين محروق قلبهم على العراق..

وضرورة تبديد القلق الذي يساور الناس من بعض اطماع دول الجوار التي تحاول بشتى بالوسائل ان تستغل ظروف العراق وتقضم من المشروع ما ليس من حقها , لقد كتب عن هذا الكثير من الساسة والمختصين عن ميناء الفاو والربط السككي وحذروا ونبهوا الى ضرورة ان تكون المصلحة العراقية اولا وثم اولا , بعيدا عن الروابط الايدلوجية , ومن ان يتحول الى مشروع ترانزيت.

هذا المشروع مسؤولية تنفيذه على الوجه الاكمل تقع على عاتق السلطات الوطنية وتحقيق اهدافه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في تعزيز الروابط ليس بين العراقيين فحسب ,وانما بين شعوب المنطقة , لذلك لابد ان يكون سير لعمل فيه شفافا وتحت الرقابة الفعالة .

أحدث المقالات