18 ديسمبر، 2024 10:46 م

طركاعه …. وألف طركاعه

طركاعه …. وألف طركاعه

برنامج استوديوا الساعة التاسعة التي تعرضه قناة البغدادية العراقية ,من إعداد وتقديم الأستاذ أنور الحمداني, من البرامج الهادفة والمميزة التي يحرص على متابعتها المواطن العراقي في الاونه الاخيره, لكونه على تماس مباشر بهموم الناس وأحاديث مجالسهم ولقاءاتهم ,التي تتمحور على ما يزكم نفوسهم   للواقع المتهرئ والسيئ الذي وصل إليه العراق, وهو يغرق بالفساد والسرقة والتلاعب بالمال العام, ويكتسب هذا البرنامج المصداقية   والثقة من مشاهديه ومتلقيه من خلال الوثائق والمستمسكات التي يصر معد البرنامج على طلبها من محاوريه أو من مخزون القناة  وعرضها على شاشة التلفزيون كحقائق دامغه تدحض وتٌبطل   كل ادعاءات المتشككين الطاعنين لملفات الفساد والمفسدين  والتي يرون فيها مجرد تقولات وإعلام يراد به التسقيط والتشهير.
وما لفت انتباه الناس وربما ابكي الكثير منهم ,لعصارة الألم والحسرة وهم يشاهدون احد المقاطع التلفزيونية التي يتحدث بها احد مسئولي عراقنا الجديد ,ومن على نفس القناة وهو, الأستاذ بيان جبر, والغني عن التعريف ليس لكونه استوزر لثلاث مرات ولوزارات مختلفة في طبيعتها واختصاصها واثبت فيها جدارة في حسن الأداء والاداره, إلا انه يعتبر ركن مهم من أعمدة النظام العراقي الجديد, حيث يترأس كتلة المواطن البرلمانية, ومن رؤساء التحالف الوطني ذو الاغلبيه البرلمانية والقيادية لمسيرة ألدوله العراقية ألحديثه, فضلا عن تاريخه المشرف في مقارعة النظام العراقي البائد, حيث كان بارعا ومتمكنا من من إدارة الصراع السياسي المعارض مع من تخندق معهم في المعارضة العراقية  من خلال تمثيله لأكبر تكتل سياسي عرفته الساحة السياسية المعارضة سابقا.
في هذا المقطع ظهر الأستاذ بيان وبابتسامته المعهودة ,مسترسلا عن ملفات الفساد وقصته في العراق الجديد, ليصل مع المحاور إلى ما اسماها (بالطركاعه) نظرا لجسامتها وثقلها المؤثر ,حيث يتحدث عن صفقة السلاح الاوكرانيه التي تعاقدت عليها وزارة الدفاع العراقية مع الجانب الأوكراني, والتي تضمنت أسلحه ومعدات وطائرات وناقلات جنود ومدرعات , وقد شاب ذلك العقد الكثير من  الغموض وألصقت به تهم الفساد والرشا, ناهيك إلى أنها غير جديرة وصالحة  للعمل لرداءتها وقدمها واستهلاك بعضها.
حيث يقول (حدثني احد الاخوه من المسئولين الكبار في وزارة الدفاع الذين رافقوا الوفد العراقي المفاوض للتوقيع على عقد الاسلحه مع الجانب الأوكراني ,ولكي يثبت الأوكرانيون عن متانة ونوعية وكفاءة هذه الاسلحه ومنها الطائرات, اعدوا لنا جلسه ميدانيه عمليه   لمشاهدة هذه الطائرات وهي تقلع من المطار الذي اعد لهذا الغرض  وعند أول تشغيل للطائره, أحدثت ضجيجا ودويا واهتزازا غير طبيعي في محركاتها اثأر حفيظة الحضور وأدهشهم فالتفت إلي احد الخبراء المهندسين من الاوكرانين ليخبرني ان هذا المحرك قديم( ومجفت) وان الطائرة مطلية حديثا وليس هذا فحسب والطامه الكبرى عندما أقلعت الطائرة في الجو وعلى بغتة احترقت وتهاوت كتلة هامدة محترقة على الأرض وأزهقت أرواح كل من فيها)هذا الحديث لمسئول عراقي كبير في وزارة الدفاع وحي يرزق وألان متواجد في الوزارة كما يقول الأستاذ بيان.
لا ادري لماذا تذكرت وانأ استمع إلى هذه الحادثة إلى نكتة مشابه في المعنى (يروى ان احد الأولاد سال أبيه ياوالدي ما الفرق بين المصيبة والطركاعه, فنبرى الوالد يشرح لولده عن الفرق بين المعنيين ,ولكي يقربهما إليه أفضل مثلهما لو إننا انا وأنت وأمك ,ذهبنا للسباحة في البحر فغرقت أمك لتختفي تحت طيات الموج هذه يقال لها( مصيبة) لكن( الطركاعه) ياولدي ان أمك سرعان ما ظهرت لنا وهي تتشدق متمايلة الأعطاف وكان شيئا لم يكن).
في الوقت الذي اترك فيه للقارئ اللبيب التعليق ليزاوج بين المصيبة والطركاعه التي يمر بها عراقنا الجديد .
لا يسعني إلا القول, لو ان كل مسئول عراقي كبير ومن موقعه الرسمي والسياسي أحس بجدية وإخلاص بمحنة بلده وما يعانيه من استشراء واستفحال الفساد( وان اغلب المتلاعبين والمفسدين منحدرين من لحمة هذه الأحزاب العاملة والمتنفذه) ولم يقف مكتوف الأيدي يتفرج على ما يحدث مكتفيا بالإدلاء بالتصاريح والبيانات دون التصميم والمثابرة والتجرد (( وبلا محاباة ومجاملة وهذا المنتسب يرجع لي وذاك لك وتستر علي وأتستر عليك))  لمكافحة هذه الآفة العفنة التي تنهش بالجسد العراقي وبدولته, لما وصلنا إلى هذه المسخرة من الانحدار والتردي.