لايزال قادة و مسؤولوا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعانون من وطأة و آثار الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني و التي إستمرت قرابة أسبوعين، وهم و بعد الاحراج الکبير لهم أمام العالم کله عموما و أمام حلفائهم و أذرعهم في المنطقة خصوصا، يعملون مابوسعهم من أجل إعادة ماء وجههم الذي أراقه رفض الشعب الايراني لهم و هتافه بسقوطهم.
إعتراف المرشد الاعلى و بعظمة لسانه بعد 13 يوما من صمت ملفت للنظر، من إن منظمة مجاهدي خلق تقف خلف الانتفاضة عندما قال وهو يتحدث عن سبب الانتفاضة و دور المنظمة فيها: “لقد كانوا جاهزين منذ أشهر، ووسائل إعلام المنافقين اعترفت خلال هذه الأيام أنهم على تواصل مع الأميركيين. لقد كانوا يعدون العدة لهذه القضية ويخططون لرؤية هذا وذاك، وعثروا على أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس وتحريضهم لاستخدام شعار “كلا للغلاء” وهو شعار يرحب به الجميع لجذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان بأهدافهم المشؤومة ويقودون حراك بعدها”، هذا الاعتراف الذي يمکن إعتباره الاهم و الاخطر بشأن الانتفاضة و بخصوص دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق، لکن ومع ذلك فإن التخبط لايزال يسيطر على قادة و مسؤولي النظام، إذ وبعد إتهام أمريکا و السعودية و بريطانيا و الاکراد العراقيين بالضلوع خلفها، فقد خرج المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، ليتهم أسرة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالضلوع في التحريض على المظاهرات، التي انطلقت من مدينة مشهد المقدسة ، وامتدت إلى مختلف المدن الإيرانية. وهو مايثير السخرية و التهکم معا، إذ إنه أشبه مايکون بالمفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة!
اللف و الدوران و القفز على الحقائق من أجل التمويه على من کان لهم دور حقيقي و أساسي في الانتفاضة، ولاشك أن الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق و بإعتراف الکثير من قادة و مسؤولي النظام و في مقدمتهم خامنئي نفسه، کان لهما الدور الاساسي و الحقيقي في الانتفاضة، وإن السعي من أجل طمس تلك الحقيقة أو إخفائها إنما هو أشبه مايکون بخداع النفس ليس إلا، وإن العالم کله صار يعلم جيدا هذه الحقيقة وليس بالامکان إخفائها، والانکى من ذلك إن هکذا مساع تدل على تخبط النظام و تهربه من الحقيقة التي ترعبه.
طرفان لاثالث لهما هما اللذان شارکا معا جنبا الى جنب في الانتفاضة الاخيرة وهما الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق، وستبقى هذه الحقيقة تصفع النظام بقوة و تجعله يترنح من تأثيراتها.