كلما دققتُ النظر الى حالة العراق منذ زمن التغيير حتى هذه اللحظة أجد نفسي حائراً بين هذا وذاك .
هذا الظرف العصيب الذي نمر به نحن – كشعب- مغلوب على أمرهِ- وهذه الدولة التي إبتلعت كل شيء ولم تترك لنا نحن الفقراء إلا سقط المتاع أو أقل بقليل.
هذه الأموال المهولة التي تدخل المصارف العراقية الحكومية وغير الحكومية بطرق مختلفة ولكن مع هذا لم أشاهد شيء حقيقي قد شُيد هنا أو هناك يحمل شيئاٍ من التقدم والأزدهار لهذا البلد الجريح.أنظر الى بعض الدول الآخرى من خلال النت – الذي راح يُظهر كل شيء يجري في أقصى بقعةٍ من الآرض ونحن جالسين في بيوتنا المرهقة بسبب كل شيء – وأشاهد التطور الكبير في كل ميادين الحياة الا في بلدي فلم اشاهد الا بناء – مولات – عملاقة تعود لرجال حصلوا على أموال بطرق غير شرعية ونحن الشعب لانستطيع حتى الجلوس في مقهى من مقاهي تلك المولات.
أي تناقض هذا الذي يجري في بلدي…شيء مرعب حقا. الدولة مشتتة في اتجاهات مختلفة وكل فئة تحاول السيطرة على البلاد في كل شيء وكأننا نعيش في بلدٍ له حكومات مختلفة .
لانستطيع أن نتخذ خطوة ايجابية واحدة لخدمة الفقراء في كل مكان – فلا أحد اصلا يفكر بالفقراء- اصبحنا نشبه المثل القائل – كثرة الطباخين يُفسد الطبخة – وحقا أن طبختنا فسدت منذ زمن بعيد لأن اعداد كبيرة من الطـــباخين تكاتفوا وتكاتلوا وتجمعوا لطبخة واحدة ولكن احدا منهم لم يستطع أن يطبخها بصــــــورة جيدة لأن كل طباخ منهم يحاول أن يفرض طريقة طبخته التي تعجبه هو فقط . سلاما ايها العراق البائس في كل شيء. على الرغم من كل هذا التدهور الكبير في كافة المجالات لكننا لابد ان نشعر بالروح المعنوية ونحاول جاهدين طرد شبح الياس القاتل كي نواصل الحياة بطريقة مقبولة ومن يدري لعل الجيل القادم يحقق اشياء لم تستطع الاجيال الماضية ان تحققها…