تشيع في أوساطنا الإجتماعية من زمن إلى آخر تعابير غريبة فيها تحريف غير مقصود وابتعاد عن واقع الحال .
منذ سنوات شاع على ألسنة الناس في الشارع مصطلح (قانون أربعة إرهاب) ، ومعه تبذل جهداً غير يسير لإقناع كل متحدّث بأن الصواب هو المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب .
ومنذ سنوات طويلة شاع مصطلح ( قانون من أين لك هذا ) الذي يبدو شديد الغرابة لأن من غير المعقول أن يستخدم المشرّع جملة استفهامية لتكون عنواناً لقانون ؛ والحقيقة أن القانون المقصود هو قانون الكسب غير المشروع على حساب الشعب رقم (١٥) لسنة ١٩٥٨ الذي صدر في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .
ومؤخراً أخذت أسمع مصطلحاً شعبياً جديداً حين يقول أحدهم ( فلان ٥٦ ) الذي ظللت مدة لا أفهم المقصود منه ، وظل يذكّرني بعنوان الفلم المصري ( ناصر ٥٦ ) حتى سألت أحد معارفي حين ردّده مرّة عن المقصود به فأجابني بأن ال٥٦ هو رقم ( مادة النصب والإحتيال )؛ وهنا أفهمته أن رقم المادة التي تعاقب على جريمة الإحتيال هو ٤٥٦ من قانون العقوبات وليس ٥٦ ، وأن قانون العقوبات العراقي لم يستخدم مصطلح (النصب) الذي تسرب إلى أحاديث الناس في العراق من مصر بتأثير الإعلام المرئي المصري ، وأنه ( أي القانون العراقي ) إكتفى بتسمية هذه الجريمة في المادة المذكورة ( الإحتيال ).
وخلال ابتعادنا عن الوطن الحبيب استحدثت أفكار الناس مصطلحات عامية كثيرة ظلّ يصعب أحياناً فهم المعاني المقصودة بها ، ومنها مصطلحات (القفّاص) و (العلّاس) و(الطشّة) وسواها مما يحتاج إلى بحث في الكلمات التي اشتُقّت منها أو حُرّفت عنها .