23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

طبول الحرب العالمية تقرع في الموصل 

طبول الحرب العالمية تقرع في الموصل 

فضحت الخلافات الامريكية-الروسية في سوريا ،السيناريو الامريكي في العراق،لدق طبول الحرب العالمية الثالثة ،بعد معركة الموصل ،ودحر وهزيمة تنظيم داعش فيها ،فالاستحضارات العسكرية الامريكية الهائلة في الموصل خاصة والعراق عامة ،كلها تؤكد أن هذه الاستعدادات ليست لمواجهة تنظيم داعش،الذي يواجه الالة العسكرية هذه ،بحرب عصابات تضرب وتفجروتهرب وبإعداد متواضعة،ونوهنا عن هذا في مقالنا السابق ،وقلنا ان التحضيرات العسكرية لامر اهم واكبر من القضاء على داعش الذي تستطيع امريكا هزيمته (بمكالمة منها)،وليس بمواجهة معها وهو صنيعته،لان المعركة هنا ليست متكافئة ، إذن ماالذي تعده امريكا للمنطقة والخليج .؟، الاحداث التي جرت في هذا الاسبوع ،تفصح عن ما وراء المخطط الامريكي في العراق خاصة ،والمنطقة عموما ، ومن هذه الاحداث ،أصدار قرار في الكونغرس الامريكي، يعد الاخطر في التاريخ ،ليس على العالم فحسب،وإنما على أمريكا نفسها ،ونقصد به قانون(جاستا ) أي قانون العدالة لمواجهة النشاط الارهابي،والذي يستهدف بالدرجة الاساس المملكة العربية السعودية ،التي تتهمها امريكا بأحداث سبتمر (كمبرر لمحاربتها وشن الحرب عليها )، تماما كما اتهمت العراق، وبررت لغزوه وشن الحرب عليه في عام 2003 ،بحجة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة، اذن السيناريو الامريكي يتكرر في السعودية هذه المرة،بعد تدمير العراق،واخراجه من التوازن الدولي والاقليمي ،والحدث المهم الاخر ،هو فشل الاتفاقات الامريكية-الروسية في سوريا ،وتصاعد حدة الخلافات والتي تنذر بمواجهة عسكرية بين الطرفين في المنطقة ، والحدث الاخير والمهم ،هو الاصرار التركي على المشاركة في معركة الموصل ،وتصاعد الخلافات والتهديدات العراقية لتركيا ،بدفع ايراني واضح من خلال قادة ميليشياتها في العراق،هذه الاحداث الخطيرة ،قد تكون احداها سببا في اعلان حرب عالمية ثالثة في المنطقة ،انطلاقا من الموصل ،بعد تحريرها من قبضة داعش ،دعونا نلقي الضوء على كل حدث، ونرى ما يخفيه وماهي نتائجه على مستقبل المنطقة ،إن قرار الكونغرس بإصدار قانون (جاستا )، الذي ضرب فيتو اوباما عرض الحائط ،يعد اعلان حرب على السعودية تحديدا ،وما تجميد ارصدتها والتعاملات المصرفية داخل الولايات المتحدة الامريكية بعد اصدار القرار الا دليل على (النية المبيتة ضد السعودية)،
وانها ستكون الهدف الثاني بعد العراق(لاسامح الله)، وما نشرته الصحف الامريكية من تقاريرومعلومات يدخل في باب التحضيرات وتأجيج الموقف وتصعيده ضد السعودية ، لاسيما وان السعودية الان دخلت في تحالف استراتيجي عسكري مع اردوغان ،قد يفشل مساعي امريكا في ادخال المنطقة في حرب اخرى،ولكن هذا الامر يبدو بعيدا الان ،للنوايا والاصرار الامريكي الواضح لاعلان حرب عالمية اخرى في المنطقة، خاصة وهي تهيئ الان اكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الاوسط ،هي قاعدة القيارة الاستراتيجية ،بعد الانتفاء الحاجة من قاعدة انجرليك في تركيا، اذن امريكا تقرع طبول الحرب بصمت في المنطقة، وهذه اولى دقاتها ، فهل تكون السعودية هدفها الاخر أم إيران ، الدلائل وقانون جاستا يرشح السعودية ولكن احتمالات الحرب على ايران ايضا قائمة ،
لانها راعية الارهاب الاول في المنطقة،حسب التصريحات الامريكية والدولية وتقارير الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والعفو الدولية،ووثائق العلاقة مع القاعدة وتنظيم داعش والتعاون والدعم بينهما ، إضافة الى الدور التخريبي الايراني، وخطرها على المصالح الامريكية الاستراتيجية، في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان ،بعد سيطرة ايران عسكريا على عواصمها ،وتهديدها المنطقة كلها ،والتي تشكل بميليشياتها وأذرعها وخلاياها النائمة هنا وهناك،خطرا داهما على الامن والسلم ليس في المنطقة وانما في العالم كله ،أما الحدث الاخرهو توقف المحادثات الامريكية الروسية في سوريا،وهذا يفتح الباب على مصراعيه لزعزعة هدنة توقف العمليات العسكرية في سوريا عموما وحلب خاصة ، خاصة بعد الضربات العسكرية الوحشية، للطيران الحربي الروسي على مدينة حلب، وقتل الالاف من الابرياء،مع تدمير كامل لبنية التحتية لحلب، وتصاعد الخلافات والصراعات الامريكية-الروسية في سوريا، نتج عنها، انهيار في المحادثات نحو حل سياسي في سوريا ،واخراجها من دائرة الصراع الداخلي، الى دائرة الصراع الدولي، والذي يكمن في خصائصه واهدافه،هو الصراع على الهيمنة والنفوذ الطويل في سوريا ،بين مصالح امريكا من جهة، وبين مصالح روسيا وايران من جهة ثانية،
اذن وسط هذا الصراع الدولي والاقليمي،حول قيادة مستقبل المنطقة والهيمنة على مواردها وموقعها الاستراتيجي،تتكدس ترسانة احدث الاسلحة والصواريخ وحاملات الطائرات العملاقة ،للدول العظمى في كل من سوريا والعراق والاردن ومن خلف البحار ،للتهيؤ لحرب لاتبقي ولا تذر في المنطقة ، اليوم نرى الحدث الابرز الساخن،هو التصعيد التركي- العراقي،واطلاق تصريحات وتهيدات بين الطرفين ،بسبب رفض حكومة العبادي مشاركة تركيا في معركة الموصل ، ودخول الجيش التركي الى الاراضي العراقية ، وهنا ونحن نرفض أي شكل من أشكال التدخل العسكري الدولي في العراق، سواء كان تركيا أو سعوديا أو إيرانيا أو غيره، فلابد ان يكون السؤال حاضرا ،حول ازدواجية حكومة العبادي وتبعيتها لايران وخضوعها لاوامر مرشدها ،أنها توافق على دخول الملايين من الايرانيين بحجة (انهم زوار سيدنا الحسين (ع)) دون تأشيرة دخول وجلهم من الحرس الثوري وفيلق القدس ،عدا تواجد قوات ايرانية تقاتل مع الميليشيات في قواطع العمليات منذ سنين،وقد قتل العشرات من الجنرالات والمقاتلين الايرانيين في الانبار وسامراء وديالى وغيرها (9 جنرالات كبار من الحرس الثوري قتلوا)،
ومازال الاف من الحرس الثوري وفيلق القدس يقاتلون داعش في العراق ، تحت مسمى الحشد الشعبي ، وتصريحات قادة طهران وهي تعلن تأسيس ما يسمى بال(جيش الشيعي الايراني) ، المكون من الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، في حين تتواجد اعدا د قليلة من الجنود الاتراك في بعشيقة بصفة مستشارين ومدربين ،وبموافقة الاقليم وحكومة العبادي،رغم رفضنا لهذا التواجد ، فلماذا اذن هذه الضجة الكبيرة ،والتي ربما تصل الى التصادم واعلان الحرب بين العراق وتركيا ،من قبل حكومة العبادي ،والتي تخضع لضغوط طهران وميليشياتها في العراق، وهذا ايضا يعد عود ثقاب ممكن اشعاله لقيام حرب عالمية في الموصل ،يكون طرفاها تركيا-العراق، وداعمها ايران وامريكا ،لايجاد مبررات اضافية ،لقيام امريكا بالتدخل وحسم الصراع لصالحها ،وهكذا المنطقة ستخل في أتون حرب عالمية ثالثة ،لتقاطع مصالح الاطراف التي تؤجج هذه الحرب وتعمل على اشعالها وفي مقدمتها ايران وامريكا، فايران تتجه للتصعيد مع تركيا،بدفع عملائها وميليشسياتها وغطاء حكومة العبادي للتصادم مع تركيا ، في حين تتجه امريكا لضرب السعودية واعلان الحرب عليها ،كهدف ثان في الحرب على الارهاب ، الاحتمالات كلها مفتوحة لحرب طويلة وشرسة في المنطقة ،ولكن بعد معركة الموصل ،بكل تأكيد ، وسيكون العرب ودول الخليج والاراضي العربية مسرحا لهذه الحرب ، وضحيتها ، نحن امام حرب عالمية ثالثة لتصفية حسابات الدول ،في المنطقة ،وعلى حساب مستقبل ودماء العرب ،إن طبول الحرب تقرع في الموصل ، 
وإنها تدق بسرعة غير مسبوقة ،لاعلان الحرب ،وإن سيناريوهات تدميرية عديدة ،ستطبقها ادارة امريكا ،اقلها اعادة رسم خارطة المنطقة على اسس قومية وعرقية ومذهبية وطائفية ،وما نراه الان في سوريا والعراق ،ماهو الا تمهيد لهذا التقسيم ،الذي سيشمل جميع الدول العربية،اضافة الى ايران وتركيا ، وبهذا تكون طبول الحرب اعلى في قرعها ،حينما تأزف معركة الموصل ،ويهزم تنظيم داعشهناك ، وتتجه الانظار الى اهداف اخرى في المنطقة، والخيار الاستراتيجي الامريكي نراه يتجه لدولتين هما ،المملكة السعودية وإيران ، وهذا ما ستقرره نتائج معركة الموصل ،بعد أن تلقي الحرب أوزارها، وتعلن امريكا القضاء على داعش، كأحد أسخف مسرحياتها الهابطة، التي عرضت على مسارحنا بنجاح ساحق في الشرق الاوسط ……