أشتد الخلاف بين الصين والولايات المتحدة الامريكية في الفترة الاخيرة، حتى وصل في الايام الاخيرة الى التهديد بالانتقام الامريكي، من الصين، بسبب من انها قامت بعمل ضار، يستوجب محاسبتها عليه، والكلام هنا لترامب. بالاضافة الى بقية الاتهامات والتهديدات من جميع المسؤولون الامريكيون كما يقول الخبير اللامع، السيد طلال ابو غزالة في برنامج له، بث اخيرا في تلفزيون روسيا العربي. مما يعني، ومن وجهة النظر التحليلة، لخبراء التحليل السياسي،وفي مقدمتهم، السيد طلال ابو غزالة؛ من ان هذه التهديدات، سوف تؤدي الى الحرب بينهما، اي بين الصين والولايات المتحدة، وهي، حرب عالمية، لأنها بين اعظم قوتين في العالم، وان امتلاك السلاح النووي، لايمنع من وقوعها؛ كونه، سلاح رادع، اي يمنع استخدامه، من الجانبين. ان الحرب بين العظميين في العالم، امر بعيد جدا، ان نقل من انه امر مستحيل في الظروف العالم الحالية. حتى وان كانت من دون توغل الجيوش من الدولتين في اراضي الدولة الاخرى، اي حرب سيبرانية، وضربات نوعية، وفتاكة، وعلى اهداف حيوية، ومنتخبة بدقة وعناية، وبسلاح غير نووي او بسلاح نووي منخفض القوة. لنفترض ان حرب من هذا النوع، وقعت في القريب اي في اكتوبر من هذا العام، وكان الذي بدأ بها، وكما يقول الخبراء، المشار إليهم انفا؛ الامريكيون. وألحقت تدميرا في الاهداف الحيوية، سابقة الاشارة اليها، هذا يعني ان الصين سوف ترد بطريق ماحقة، ومدمرة للاهداف الامريكية. عندها وحين تشعر الصين من انها هي الخاسرة في حرب غير نووية او باستخدام سلاح نووي منخفض القوة، لايمكن ان تدفعها هذه الخسارة او تجبرها على الدخول في المفاوضات مع الجانب الامريكي، والذي سوف يكون هو المعتدي في حينها، والمنتصر في عين الوقت، مما يقود حتما الى الرضوخ الصيني لشروط المنتصر، واهمها دفع تعويضات الى الولايات المتحدة، مما يعني ان تجبر الصين على دفع تعويضات لاحقا الى الدول المتضررة في العالم، وعلى وجه التحديد؛ الدول الكبرى..وايضا تدمير سمعة الصين في العالم من جانب ومن الجانب الثاني، يؤدي هذا الاذعان الى تعطيل صعودها؛ لهذه الاسباب لايمكنها (وهنا نحن نتحدث افتراضا اي افتراض الحرب بين العملاقين) ان تتقبل الصين، الهزيمة في مطلق الاحوال، وهي تمتلك عناصر القوة المدمرة؛ لذا سوف تلجأ الى استخدام السلاح النووي، ومهما كانت النتيجة. بالاضافة الى ان الحرب لو وقعت بين الصين وامريكا، لن تكون محصورة في حدود الدولتين، سوف تتوسع، لتشارك فيها دول كبرى، روسيا مثلا، ودول اخرى في الفضاء الصيني. لأن روسيا والدول الاخرى تدرك معنى خسارة الصين للحرب مع امريكا، وما سوف تجره عليها، هزيمة الصين، على امنها، وعلى تطورها، مما يجعلها تنكمش الى داخل جغرافيتها السياسية، والاقتصادية وغير ذلك مما له علاقة بموقعها في العالم كدولة عظمى او كدولة كبرى. ومن الجانب الامريكي، وحين تتوسع هذه الحرب، وتستخدم الصين مجبرةً، السلاح النووي، سوف لن تنحصر او لن تظل الولايات المتحدة وحدها في الحرب، سوف يشترك حلف الناتو، ودول اخرى، في بحر الصين الجنوبي، وبحر اليابان، اي اليابان ودول اخرى، من فضاء النفوذ الامريكي، وفي المناطق انفة الاشارة. في المجال ذاته، الامريكيون وهنا نقصد صانعوا الاستراتيجية الامريكية، في البيت الابيض، وفي وزارة الدفاع، والخارجية، وفي الكونكرس ومجلس الشيوخ؛ وخبراء مؤسسات البحوث الاستراتيجية، الذين يقدمون دراسات للراي والمشورة، وخارطة طريق للعمل بها، توضع امام رجل البيت الابيض، وطاقمه، ووزارة الدفاع، والخارجية؛ للعمل غير الملزم بها؛ لذا فان الامريكين يدركون ان هذه الحرب لو وقعت، لن يكون في قدرتهم، وامكانيتهم، اليسطرة عليها، اي جعلها محدودة سواء باستخدام سلاح غير نووي او في توسعها، واشتراك دول اخرى فيها، كما اسلفنا القول فيه. ان كورونا هي من فجرت الخلاف الصيني الامريكي او التشاحن المدفون في عقول وافكار ونفوس، رجال الدولتين، والقلق الامريكي من صعود الصين، ومنازعتها اي منازعة الصين لإمريكا، على تبؤ المركز الاول في السياسة الدولية، وما يتبع ذلك، في الاقتصاد، والمال، والاعمال او المشاريع الواعدة في دول العالم، وفي الكتل الاقتصادية، وفي بعضها الاقتصادية والعسكرية والنقدية. عليه وعلى ضوء ما تقدم؛ ان الامريكين عندما يتوعدون الصينين في الانتقام بحجة تسببهم بالحالق ضرر في امريكا وفي العالم،من ان فايروس كورونا، قد انطلق من معمل صيني لأبحاث الفيروسات؛ يمهدون الطريق لأجراءات انتقامية وهي بالضرورة الحتمية، غير اخلاقية وغير قانونية؛ لأنهم، لن يثبتوا من ان الفايروس، خرج من مختبر صيني لابحاث ذات صلة. أما القول من انهم في انتظار نتائج التحريات، والابحاث، والدراسات، التى تثبت ما ذهبوا، للقول فيه، فهي لعبة ذكية، ومخابراتية؛ لتشكيل قاعدة اقناع للراي العام الامريكي، والعالمي، ولتبرير اجراءات الانتقام التى، هي: اولا مصادرة الديون الصينية على امريكا، والبالغة اكثر من تريلون دولار، سندات خزانة. وثانيا، اجبار الشركات الامريكية التى لها فروع في الصين او التى تعمل في الصين، على نقل عملها، الى الولايات المتحدة الامريكية، وفيتنام، وتايلاند، وأندنوسيا، وغيره من الدول الاخرى، التى تشكل فضاء نفوذ امريكي، وفيها كثافة سكانية، ماهرة في العمل، وفنية، وهندسية..للتاثير على صعود الصين، وعلى نموها الاقتصادي والمالي والصناعي، وتكنولوجيا المعلومات. ثالثا، ايجاد سند وطني،وقانوني، وتعميق الشعبوية العنصرية الامريكية؛ لتبرير الاجراءات الحمائية للانتاج الامريكي..بكل تأكيد ان الصين سوف تعمل وبكل ما فيها من قوة في الاجراء العلمي، على اثبات ان فايروس كورونا، لم يخرج من معمل فايروسات صيني في ووهان بل كان فايروس طبيعي، كما يقول في الوقت الحاضر، جميع خبراء هذا المجال بما فيهم الامريكيون. من الجانب الثاني، سوف تتبع الطرق القانونية في استرجاع ديونها، مع ما يرافق ذلك من اعلام يفضح السرقة الامريكية. مما يؤدي الى ضعف ثقة دول العالم الحرة (وهنا نقصد الدول المستقلة، والتى هي ذات سيادة) في الامانة الامريكية، مما يؤدي لاحقا، الى قلة شراء سندات الخزانة الامريكية. في نهاية القول نقول؛ انها حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة، فجرها، وباء كورونا او الصحيح عجل فيها، هذا الوباء. هذه الحرب الباردة تشبه الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وامريكا في االقرن العشرين، ولكن بقواعد، وادوات، وفضاءات، واعلام رقمي، مختلفة كليا عن حروب القرن العشرين الباردة..