(بيان بمناسبة الاول من ايار)
الاول من ايار على الاعتاب. انه يوم التضامن الاممي للطبقة العاملة. طبقة بانية خيرات، مكاسب، انجازات ورقي المجتمع البشري المعاصر وتقدمه. انه اليوم الذي تتعالى فيه الاصوات بان المجتمع المعاصر هو مجتمع طبقي، مجتمع طبقتان رئيسيتان: الطبقة العاملة ونقيضها الطبقة البرجوازية. طبقتان متصارعتان، اولويتاهما تختلف، اهدافهما تختلف. انه اليوم الذي تصدح فيه الاصوات ان عالم بدون حروب، بدون جوع، فقر، بطالة وسحق الكرامة الانسانية هو امر ممكن بشرط ان تزاح اولوية واهداف الطبقة البرجوازية الحاكمة من حياة البشر واستبدالها بسيادة اولويات واهداف اخرى، اولوية واهداف الطبقة العاملة ومعها الجماهير المحرومة التي تمثل الاغلبية الساحقة.
يمر الاول من ايار هذا العام والعالم يرسف بمصائب فايروس كرونا التي اجتثت لحد الان حياة مئات الالاف من الابرياء وبثت الرعب في افئدة مليارات البشر. رغم القدرة الفتاكة لهذا الفايروس، الا ان الفايروس الاساسي الذي جعل هذه المصيبة تتعاظم بهذا الشكل هو الطبقة الرأسمالية وأولوياتها.
اتضح للجميع ان هذه الطبقة، ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل، عاجزة وعديمة الحيلة الى ابعد الحدود. ليس لها ادنى درجات الاستعداد لحماية الانسان. تفتقد الى ابسط وسائل الوقاية، الى المستشفيات، الكوادر، الاجهزة التنفسية و… لا لشيء الا لان هذه تستلزم منها دفع اموال، اموال هي موجودة في المقام الاول، اموال جمعت اساساً بعرق العمال والكادحين، بالضرائب التي يدفعوها لعقود من كدحهم وعمرهم. طالما ان اولوية هذا العالم هو تراكم الأرباح وحركة الرساميل وغيرها، تدفع البشرية ثمناً باهضاً، اليوم جراء كورونا وغدا جراء مصيبة اخرى.
يتبين اليوم للبشرية جمعاء، واكثر من اي وقت اخر، ان الرأسمالية تعني الحروب، الجوع، الفقر، البطالة، الفساد، التشرد والهجرة الجماعية، المخدرات، البغاء، غياب الخدمات، الاغتراب، الهجمة على الضمانات الاجتماعية والصحية، التنصل عن حاجات الجماهير. اما ما يعني العامل هو الرفاه، الحرية، السعادة، حياة لائقة بانسان القرن 21، التضامن الانساني والحس الانساني المشترك والاممي، فرح الطفولة، امال الشباب، طمأنينة المتقاعدين و….الخ. ان الوعي بهذا الانقسام الطبقي وهذه المصالح الطبقية المتضادة اليوم، وعدم امكانية استمرار هذا العالم على هذا المنوال، قد اصبحت جزء من الواعي الذاتي للاغلبية الساحقة للمجتمع.
في العراق اليوم، الانقسام واضح اكثر من اي وقت مضى. سلطة طفيلية فاسدة ومتقيحة ورائحة عفن سلطتها تزكم الانوف الى ابعد الحدود، اجندتها اغلاق المعامل والمصانع، الطرد الجماعي للعمال، ايقاف التعيينات و غيرها. وبين جماهير عريضة متطلعة للحرية والمساواة وغد مشرق، جماهير نازلت هذه السلطة لاشهر مديدة ودفعت شبيبتها دماء عزيزة في ملحمة نضالية قل نظيرها في تاريخ المجتمع. في الوقت الذي يتكالب البرجوازيون على حصتهم من السلطة وتقاسم الثروات والمكاسب والمغانم والمناصب ووزارات النهب، يرفع القادة العمال ومنظماتهم العمالية راية “البرنامج الوطني لمكافحة فايروس كورونا” ومطلب “الدولة مسؤولة عن صحة ومعيشة الجميع” راسمة سبيل حلها وافقها الانساني! انهما طبقتان، اولويتان، هدفان!
ان من هو راض على هذا المجتمع، ومن يروج له فقط هم اؤلئك الذين لهم مصلحة في بقاء كل هذه المآسي. انه دلالة بشاعتهم. ينبغي ايقاف هذا العالم المقلوب على قدميه. ان هذا لاياتي الا بالارادة والتدخل الحر والواعي للطبقة العاملة وافقها وبديلها الانساني والتحرري. هذه الطبقة التي بتحررها يتحرر المجتمع، ولاتتحرر ان لم تحرر المجتمع من كل القيود المكبلة للنظام الراسمالي الجائر.
ان نداء الاول من ايار هذا العام هو: ازفت ساعة كنس هذا النظام الرأسمالي المقيت، ازفت ساعة ارساء عالم اخر، يستند الى “الانسان اثمن رأسمال!”، عالم حر ومتساو ومرفه. انه عالم الطبقة العاملة والبديل الاشتراكي للطبقة العاملة.
عاش الاول من ايار!
عاش التضامن الاممي للعمال!
عاشت الثورة الاشتراكية!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي