23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

طالبُ الزعامةَ لايتزعمْ

طالبُ الزعامةَ لايتزعمْ

اثار وصول شاب في مقتبل العمر اسمه محمد ريكان الحلبوسي الى منصب رئيس مجلس النواب حفيظة العديد ان لم نقل معظم القيادات السنية المخضرمة ، فهذا الشاب لم يكن جزء من المشهد السياسي العراقي قبل الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 في حين معظم هذه القيادات كانت أما معارضة او تدعي المعارضة او ساكنة لحين توفر فرصة لنيل السلطة لكن هذه المرة باسم المكون الذي تزعُمْ تمثيله وهوالمكون السني ، والواقع ان معظم القيادات السنية ممن تصدرت المشهد السياسي بعد عام 2003 باسم المكون وتعالت اصواتها برفض المحاصصة كانت اول من عمل على تكريس المحاصصة لانها ستخدمها في قضية تمثيل المكون السني والتباكي عليه ، لذلك يُعَدُ وصول شاب الى سلم السلطة التشريعية الاولى في البلد شكلَ صدمة بالنسبة لها ولا نَذيعُ سراً عندما نقول ان الكثير من القيادات السنية حاربت الحلبوسي اكثر من أي جهة اخرى ، ولانه مدعوم من القوى والمكونات الاخرى الشيعية والكردية وغيرها فانها وجدت ان وصوله الى هذا الموقع باسم المشروع الوطني وليس المحاصصة سوف يغلقُ الباب عليها ويضعها في حالة احراج دائم.
لذلك بدا الكثير من هذه القيادات ادعاء الزعامة علما ان حال من يدعي الزعامة مثل حال طالب الولاية الذي لايولى.
الحلبوسي لم يقُلْ يوماً انه زعيم بل شقَ طريقه عبر بوابة مجلس النواب ومن ثم محافظاً للانبار ومن بعده رئيسا لمجلس النواب بارادة وطنية واضحة.
الكثير من تلك الزعامات تحاول اطلاق شتى التسميات عليها مثل الزعيم او الشيخ او الحاج بينما الحلبوسي لم يطلق أيَ لقب على نفسه لان مايهمه هو كيف يمكن ان ينجح مجلس النواب في التشريع والرقابة ، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الحلبوسي تمكن من عبور مفهوم الزعامة التقليدي الى مفهوم الزعامة المكتسب بالقدرات الفردية وبالكفاءة الشخصية وهو ما يجعله رقما صعبا خلال السنوات المقبلة خصوصا ان لديه مشروعاً وطنياً جديداً عابراً للعرقية والمذهبية. اما اؤلئك الذين يحلمون بالزعامة ولو على حجارة فسوف لن ينالونها لانهم ينظرون الى الامور من زوايا ضيقة لاتتعدى مايمكن ان يجنونه من مكاسب وفوائد وامتيازات.