22 نوفمبر، 2024 6:11 م
Search
Close this search box.

طالبانيّات .!

في 7 تشرين اوّل \ اكتوبر لسنة 2001 < اي بعد اقل من شهر لإعتداءات 11 سبتمبر \ ايلول , شنّت الولايات المتحدة برئاسة جورج بوش هجوماً عسكرياً واسع النطاق واحتلت افغانستان .

في 14 \ 4 \ 2021 اعلن الرئيس بايدن إنهاء اطول حرب لأمريكا , وسحب القوات الأمريكية من افغانستان اعتباراً من الأول من شهر أيّار \ مايو على ان يكتمل الإنسحاب الأمريكي بحلول 11 سبتمبر \ ايلول من هذه السنة .

ويبدو أنّ حركة طالبان قد إتّخذت اولّ خطوة عملية للتهيّؤ للزحف على كامل افغانستان إثر خطاب الرئيس الأمريكي بهذا الشأن , على الرغم من استحضاراتها الأولية قبل ذلك التأريخ , اي منذ تسرّب نبأ الأنسحاب الأمريكي الى الصحافة , لكنّ العملاء الباكستانيين الذين يعملون لصالح وكالة المخابرات الأمريكية لم يتمكّنوا من الحصول على معلوماتٍ ورصدٍ دقيقٍ لتحضيرات الطالبان للهجوم المقبل , وقد ساعد على هذا التمويه جهاز الأستخبارات الباكستانيةاو بعض قياداته ” حيث امسى توجيه سهام النقد لحكومة باكستان يملأ السوشيال ميديا على الأقل ” . وحصلَ ما حصل وبتفاجؤ الرئيس بايدن واجهزته الأمنية والعسكرية بسرعة الهجوم .. تمتاز حركة طالبان ومقاتلوها بخفّة وسرعة الحركة والإنتشار , ولا تعتمد كليّاً على الدبابات والمدفعية والصواريخ , او عموم الأسلحة الثقيلة , وتقوم ستراتيجيتها التكتيكية في مجال ” التعبئة – وفق المصطلح العسكري ” على التحرك بالعجلات والمركبات الخفيفة والسريعة الحركة , وما تحمله من مرونة لوجستيّة وقابلية Redeployment – اعادة الإنتشار , وقد استفادت من حالة الإنهيار النفسي للقوات الأفغانية الرسمية . < ولا نقدّمُ جديداً سوى للتذكير او اعادة التذكير , أنّ المعارك بين القوى المتصارعة الأفغانية ” قبل الإحتلال الأمريكي ” طالما حدثت فيها مساوماتٌ مالية بين القادة العسكريين الميدانيين وأمراء الألوية والأفواج للأطراف المتقاتلة , ليجري حسم المعركة لصالح هذا الطرف او ذاك ” , لكنّه لا معلومات عمّا جرى مؤخراً في الهروب والإنسحاب السريع للقوات الأفغانية , ولم يجرِ الإعلان في الإعلام عن صدور اوامرٍ مركزية بأنسحاب القوات الأفغانية , ولعلّ الوقت لازال مبكّراً جداً ” وقد يستغرق اوقاتاً طويلةً ” للتعرّف وانكشاف هذه التفاصيل وجزئياتها .!

الى ذلك , ورغم أنَّ يومين او ثلاث مضت على سقوط العاصمة كابل , لكنّه يلاحظ أنّ تصريحات المسؤولين الطالبان المحدودة تحاول استخدام الدبلوماسية الناعمة ” عبر الكلمات ” لإرسال تطميناتٍ خاوية أمام الشعب الأفغاني وعموم الرأي العام العالمي , وتحاول قيادة طالبان أن تفكّ عن نفسها العزلة السابقة عن المجتمع الأقليمي او في عموم المنطقة , للبحث عن حلفاءٍ جُدد , ولا افضل من < تنظيم الأخوان المسلمين المنتشر بحدودٍ ضيقة في بعض دول المنطقة ” او حتى دولة بعينها ! ” , وقد تسبقه او تعقبه داعش ايضا > .! والأسابيع والشهور القادمة ستكشف عن المستور او اللا مستور واقعياً .!

سيطرة وهيمنة طالبان , مرشّحة بدرجةٍ عالية لإنعكاساتٍ ومضاعفات في بعض دول المنطقة , إنّما هل بمقدورها ادارة العجلة الإقتصادية للبلاد .! مهما كان الدعم الخاص من هذه الدولة او تلك .!

أحدث المقالات