بين السياسة والدعارة الكثير من اوجه الشبه ,ولربما هنالك اوجه اختلاف تمنح الايجابية للثانية وتحرم الاول منها…
السياسي والعاهر يمارسان فعلا تجرمه الاديان ويستنكره المُجتمع الا ان العاهر مضطرة للتجارة بجسدها ,لتوفير احتياجاتها المعيشية وفي بعض الاحيان اتخذتها مهنة لسهولتها ,او ان البغاء العمل الوحيد الذي تجيده ,وفي كل الاحوال ضررها او نفعها لنفسها..
اما السياسي فهو يسرق اموال الشعب ويتاجر بالدين للضحك على عقول الاغبياء حصرا في دول العالم الثالث المُتخلفة ,ويبني إمبراطوريتا على حساب دماء الشهداء وعظام الفقراء ,اجزم ان العاهر انظف واطهر من السياسيين الذين يتاجرون بالشعوب..
مهنة البغاء ذات جذور قديمة وعميقة تضرب في الازمنة القديمة منذ مئات السنين ولا يكاد مجتمع يخلو من نساء تمارس هذه المهنة ,حتى بعد طهور ما يسمى بالإسلام الذي قننها ووضع لها شروط تحت مسمى المتعة والمسيار الخ… فهي دعارة مقننة ….
في الوقت الحاضر تعتمد اقتصاديات الكثير من الدول على الدعارة ,مصدر دخل لدعم الموازنة السنوية العامة للبلدان التي لا تعتمد في اقتصادها بشكل مطلق على النفط مثل الخليج العربي..
تسهم مهنة الدعارة في تركيا بدخل مقداره اثنين مليار دولار سنويا وهي تقوم بتشغيل الكثير من الايدي العاملة في الفنادق وتشجع على السياحة..
اعترف مسؤولون ايرانيين ان العاهرات في ايران يدعمن الاقتصاد من خلال الحصول على العملة الصعبة الدولار ويشجعن السياحة تحت مسمى الزواج المؤقت ..
وضعت الدول المتمدنة القوانين ووفرت الحماية والرعاية الصحية اللازمة لمنع انتقال الامراض المعدية والفحوصات الدورية للنساء التي تمارس هذه المهنة ,كما منحتهم التراخيص اللازمة واجازات لممارسة المهنة…
بيت القصيد العراق المُبتلى بالإسلاميين اللصوص والمُجرمين الذين عاثوا فيه فسادا ودمروا كل شيء ,قبل عام 2003 كانت هنالك احياء ومناطق بعيده عن التجمعات السكانية الحضرية تُعرف بأنها تجمعات لنساء تمارس الدعارة يتوجه اليها الفاعل والمفعول بها لقضاء رغباتهم الجسدية والمادية.
بعد الاحتلال قام الاسلاميين الارهابيين المتطرفين باقتحام هذه الاحياء وتهجير سكانها وقتل بعضهم ,فانتشروا على اثرها في محافظات العراق المُختلفة ,ومنهم من اضطر الى مغادرة العراق دول الخليج وتركيا وغيرها..
ما دفعني الى الحديث عن هذا الموضوع بعد ان تواردت الى مسامعي الكثير من الاخبار التي تؤكد وجود نساء عراقيات تمارس الدعارة في النوادي الليلية والفنادق في اسطنبول وغيرها ,وهي بالتأكيد بعد عودتها للعراق سوف تحمل لنا الامراض المعدية ,وهذا ما يفسر انتشار مرض النقص المناعي (الايدز) في العراق.
على حكومة بغداد وبرلمانها تشريع قانون ممارسة البغاء ومنح الحماية والتراخيص والرعاية الصحية والفحوصات الدورية وانشاء اقسام خاصة في المستشفيات للنساء الراغبات بممارسة هذه المهنة ,لحماية المجتمع من الامراض والحفاظ على ما تبقى من ماء وجه العراقي …