منذ الدراسة الإبتدائية حقنوا رؤوسنا بأن الإستعمار يمارس سياسة ” فرق تسد” ضد الأمة , ليفترسها ويمنع عنها إرادة تقرير المصير الحر العزيز؟
ومع الأيام إتضح أننا نمارس التفرقة ضد وجودنا , فلا نشاط يتواصل إن لم يكن هدفه التفرقة.
أنظروا مسيرة الأمة منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم , ستجدونها محكومة بنشطات التفرقة بأنواعها وأساليبها.
أحزابنا , أنظمة حكمنا , فعالياتنا , عمائمنا , فقهاؤنا , جيوشنا , كلها تجيد سلوكيات التفرقة.
وعندما تسأل لماذا؟
يظهر أن التفرقة تجارة مربحة , وأسلوب للإغتنام السريع , وإمتهان البشر المخنّع المرتّع في مرابع الذل والهوان والقهر المرير.
وعلى مدى عقود صارت العمائم المتاجرة بالدين , تسعى لتأمين التفرقة وتأجيجها لتحصل على ما تريد.
فمن الصعب أن تجد منبرا يتحدث بإسم الدين , لا يساهم في تفرقة أهل الدين , وشحنهم بالعداوة والبغضاء , ويبرر لهم سفك دماء بعضهم.
فالتفرقة ديدن هلاكنا , وطاعون وجودنا , ورأس حربة ما نعانيه , وجوهر مشاكلنا.
التفرقة ممنوعة في مجتمعات الدنيا , ومشاعة في مجتمعاتنا , التي تتلظى على جمرات الحرمان من أبسط حقوق الإنسان.
فكل شيئ مشترك , وكل شيئ في معترك , وتلك حقيقتنا.
والذي يريد بناء مجتمع قوي عليه أن يرفض التفرقة ومنابرها ورموزها وأدعياءها , المندسين الرافعين رايات الدين.
فمن ينادي بتفرقة أبناء الدين الواحد , عدو الدين , وأن يُرفَض ويُمنَع من الخطاب على المنابر , والتصريح بوسائل الإعلام ذات الرسالة التفريقية , التي تدس السم بالعسل!!
د-صادق السامرائي