” إنها صُورةٌ تُثلجَ القلب َ وأننا سُعداء في هذه الليلة ”
الذي قلبُهُ مثلوجٌ ويلهج ُ بذكر السعادة في تلك الليلة الليلاء هو السيّد ذو الخدود الحمراء والكشيدة السوداء ، وهو صاحب ُ صاحب ِ صديقنا الماركسيّ الذي كان يُسمّيه ِ سابقاً ” طفل ُ المرجعية ِ ” ، وأنا هنا مُتواضع ٌ لأني وضعت ُ كلمة طفل ، أما صاحبي الحزبيّ ” الحنكيري او الحنديري ” كما علٌمنا صديقنا الصدوق امجد العلي الابراهيم ، فقد كان يستخدم صفة ً اخرىٰ بدل الطفل ليضيفها الى المرجعية لا تصلُح انْ اذكرها الآن لأنّ الأمور اختلفت ْ وصديقنا
“الماركسي” وحزبُهُ مُصاحبٌ لصاحب ِصاحبنا الآن ، والسيد هذا هو عمّار الحكيم الذي كان مُتورّداً حدّ الأحمرار من شدّة الزهو والفرح من تكليف رئيس الجمهورية السيد اللطيف برهم صالح لمصطفىٰ الكاظمي بمهام رئاسة الوزراء ،
وقد كان مع السيد الحكيم كل “حكماء” الدولة ِ وجهابذتها من عامريّها وحلبوصيّها ومالكيّها وفياضيّها وصدريّها ومهديّها إن كان الله ُ قد هداهُم فعلاً،
وقد علّمتنا الأيام ان اجتماع هؤلاء القوم واتفاق كلمتهم لا يكون الا على ضَلال ،
وعلّمتنا أيضاً ان نحذر حذراً شديداً وان نُحاول ان نقرأ مابين السطور حين يجتمع ُ قوم ٌ هُم عدوٌّ لبعضهم بعضاً في السرّ ولكنهم يتفقون حين يُحاصرون من كل الجهات ، وفي حال يومنا هذا فان كلمة َ (من كل الجهات )بالنسبة لي لم تكن غير الهبَّة ِ الجماهيرية الشبابية الثورية العاصفة ِ التي أقّضت ْ مضاجعهم
فَهُمْ فيها حائرون .
وقد حاول السيد اللطيف رئيس الجمهورية برهُم صالح ان يتجاوزهم ، فلم يُطِقْ
الى ذلك سبيلا ، فنزل َ عند حُكمهم ليُكلّف َ الكاظميّ – وما هو بكاظمي ٍ – بمهمة ٍ بدت ْ عسيرة ً على غيره ِوسهلة ً لهُ فيما يبدو ، لذلك فهُم فرحون ، ولاننا بكل بساطة ٍ نستطيع تخمين مصدر فرحهم سنقول بان كاظميّهم سيكون مثل مهديّهم وسيأتي بما يَروْن َ ويريدون بكل تفاصيل محاصصاتهم الشائنة وتقسيماتهم الطائفية العفنه٠
قرأت ُ لَهُ -للكاظميّ – اليوم تصريحاً تلفيقياً يقول فيه بان مصدر السلاح الموجود الآن عند الفصائل والأفراد والعشائر مصدره الوجود الأجنبي في العراق وحين يزول هذا الوجود مامعناه عملياً يزول هذا السلاح ، هذا التبسيط الساذج لوجود سلاح المليشيات والذي على ما يبدو بانه صرّح َ بعدم شرعيته وبانه سيحصرهُ بيد الدولة يُشير ُ فقط الى ان سلاح المليشيات سيستمر ويبقى بايديهم لان الوجود الأجنبي سوف لن ينتهي غداً فهو إذن في حلٍّ من الأمر ،
والأمر الآخر الذي يحاول قادة الأحزاب الطائفية نسيانهُ هو ان الجماهير المطالبة بالتغيير سوف لن تكفَّ غداً – بعد انحسار كورونا – عن مطالبها وسوف تتكرر المظاهرات والإضرابات والاعتصامات ، وان هذه الحكومة التي يحاولون تأليفها الآن -بحكم الضرورة ويجب ان تكون – حكومة ً مؤقتةً مهمتها الأولى التحضير لعالم جديد آخر ، لعراق بوجه آخر، لانتخابات جديدة بعيدة عن سلاح السلطة ومليشياتها وأموالها وضغوطها ، وان تقوم هذه الحكومة بتقديم كل من ساهم بقتل المتظاهرين للمحاكمة وهو مالم يُشر اليه المكلف برئاسة الوزراء٠
ليس الكاظمي بالفلتةِ التاريخية ، كما يحاولون ان يصورا لنا ، مع ان السيد بُرهم صالح يصفه ُ اليوم بالصحفي الذكي وهو يدري تماماً بانه لم يكُن يوماً صحفياً، ولكنه الإنترنت الذي ساوىٰ بين ” الكرعه وأُم الشَعَر ْ ” واختلط الحابلُ بالنابل في هذه المعمعة وأصبحنا لانُميّز ُ بين الدعيَّ والمُبتلىٰ ، وهل لدعيَّ ان يُطاول َ مُبتلىٰ !
ولم يكُ أيضاً ذكياً كما يصفهُ الرئيس ، كل ما في الأمر تقربه وقرابته لبعض ممثلي السلطة هو ما أتى به الى جهاز ٍ اقل مايُقال عنه انه يحتاج الى رجل ذو مهارة ٍ فائقة مختلفة ٍ تماماً عمّا يمتلكه ُ الآخرون وهذا ممّا ليس لدى السيد الكاظمي، وبعض الذين يتذكرون كتاباته السابقة في بعض الصحف يعرفون ذلك ، ولنفترض جدلاً بانه كان مهتماً بالصحافة ( يُقال انه كان يدير صحيفة تابعة لبرهم صالح في السليمانية )هل نحن حقاً بحاجة لصحفي كي يدير امر بلاد كالعراق سياسياً واقتصادياً… هل نحن بحاجة لصحفي ذكي كي نخرج من مستنقع الطائفية.
مهما يكن فبعض الأخوة يقدّم تصوراً آخر ومنهم الأخ الدكتور لبيب سلطان الذي يقول مامعناه بان الواقعية تفترض بان نرضى ببعض الحلول وبان السيد الكاظمي الآن يُمثل حلاً وسطاً للثوار ، قد نرضى بهذه الواقعية مؤقتاً لأننا
– وبصراحة – لا نستطيع ان نتصور في هذه اللحظات الصعبة قُدرة ساحات الانتفاضة ، على اتساعها وقوتها وتضحياتها الهائلة حقاً ، على فرض ِ شخصية وطنية مستقلةٍ لموقع رئيس الوزراء حالياً .
نستطيع ان نرفض َ ما يُريدون… ولكننا الآن
لانستطيعُ ان نفرضَ ما نُريد .