المتتبع للسياسة العراقية لما بعد عام 2003 يلاحظ وبسهولة الكم الهائل من التأجيج الطائفي في اغلب مفاصل العملية السياسية، ومحاولات كسر العظم التي يتخذ منها السياسيون وسيلة لكسب ود وتعاطف المواطن البسيط الذي بالكاد يستطيع فهم اللعبة السياسية.
ففي اغلب الحالات التي تكون فيها العملية السياسية على مفترق طرق نرى بعض الكتل السياسية تتخذ من عملية التسقيط السياسي ضد الاطراف الاخرى منهجاً منظماً تحاول من خلاله الضغط على هذه الاطراف لتقليل سقف مطاليبها من ناحية ولتأجيج الشارع ضدها من ناحية اخرى، وبالتالي فهم يعتقدون ان اي هبوط لمستوى حشد الكتل السياسية المنافسة لهم هو بالنتيجة ارتفاع لشعبيتهم او انعكاس لانتصارهم على الطرف الاخر، ولكن ما لاتفهمه هذه الكتل ان المواطن العراقي قد سئم هذه اللغة المقيتة التي ما انفكت من جر البلاد الى الهاوية وان المتضرر الوحيد منها هو المواطن نفسه دون غيره، مما يدعو الكثير من المواطنين الى النأي بأنفسهم عن مثل هكذا امور لن يكون المستفيد منها الا اصحاب النفوذ ممن ارتضوا لانفسهم التلاعب بلبنة المجتمع العراقي والفصل بين مكوناته.
الشعب العراقي احوج مايكون اليوم الى التماسك والوحدة ونبذ الطائفية التي فتكت به فيما مضى وستفتك به مجدداً فيما لو ايقضها اصحاب الاغراض الدنيئة “لاسمح الله”، الشعب العراقي اليوم وبكل مكوناته يقول لهؤلاء ولغيرهم ان طائفيتكم ازكمت انوفنا دعونا نعيش متآخين متحابين وابعدوا عنا سياساتكم الصفراء.