23 ديسمبر، 2024 4:05 ص

طائفتي أولاً…وليذهب الباقي إلى المجهول!!

طائفتي أولاً…وليذهب الباقي إلى المجهول!!

ليس معيباً أن يتمسك البعض منا بدين معين أو مذهب ما أو طائفة من الطوائف، لأعتبارات أجتماعية وإرث تأريخي تربى عليه المواطن العراقي منذُ زمن بعيد،لكن المعيب في هذه الحالة هو عندما تفضل الطائفة على الوطن،وسلطة العشيرة على سلطة القانون،ومع تزايد تردي الأوضاع الأقتصادية والأمنية والسياسية في عراق بين الشوطين!!
ظهرت شعارات وهتافات أقرب ماتكون لوحي الخيال مع غياب التطبيق ولو لجزء بسيط منها،الا أن هذه الشعارات التي بدأت بواكير عملها مع بداية كل عملية أنتخابية،تواجه اليوم الشعار الأقوى منها وهو شعار (طائفتي)رفعه الكثير من الساسة قبل أن يدخل حيز التطبيق في شارع مثقل بالجراح ومنهمك بقرار الزوجي والفردي! وقرار الغاء صفة الشهيد عن الزعيم عبد الكريم قاسم،
ليبادر بتطبيقة فيما بعد أصحاب العقول المتعفنة وشلة المأجورين من كل الطوائف،وسيناريو التطبيق المفتوح وغير المشفر هذا يندرج تحت طائلة قتل الشعب العراقي المقتول أصلاً ،واصبحنا نسمع أبن الجنوب ينادي بطائفة وأبن الغربية متمسك بطائفته حد الثمالة بعد أن كانو بالأمس القريب أبعد مايكونو للتفكير بذلك،فما هي الأسباب الحقيقية لهذا التوجه في خضم الأحداث الدائرة في شرق أوسط مشتعل وصراع طائفي باتَ معلنناً؟ أعتقد أن الأهداف الحقيقية لهذا التوجه ومع قرب كل عملية أنتخابية هو الافلاس السياسي لبعض الأطراف المشاركة في العملية السياسية ومن كل الطوائف،لغرض كسب ود الفقراء في جنوب العراق أو المغلوب على أمرهم في مناطق أخرى في وسط وشمال العراق، فالشعار الدائر في مخيلتهم جميعاً يدور حول إيهام الشيعة بالعراق بأن السنة يحاولون أن يسلبو حقوقهم المسلوبة اصلاً من قبل اصحاب النفوس الضعيفة وسياسيي (حجي لگو)
بينما يرفع سنة العراق شعار ان الشيعة يقتلوكم ونحن من ندافع عنكم، ووسط تلك الشعارات الرنانة وجد المواطن الفقير من كلا الطائفتين المتناحرتين نفسه بين القبول من يحكمه من السنة والشيعة متناسياً انه لم يكن يوماً على خلاف مع اخيه السني او الشيعي وان ماحدث له هو بفعل تلك الطبقة السياسية التي نصبت نفسها حاكماً شرعياً له مستغلة ضعف ارادته وحداثة التجربة الديمقراطية في العراق.
والأن ومع قرب الانتخابات البرلمانية الجديدة ومضي سنوات من النهب والسلب لأكبر موازنات شهدها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الأن،على المواطن أن يعيد حساباتهِ ويراجع نفسه لتصحيح أختياره لمن بعتقد أنه سيمثله أفضل تمثيل بعيداً عن أعتبارات الطائفة والعرق والدين، وبعيداً عن فتاوى الإلزام التي يصدرها بعض المحسوبين على الدين،ولينظر مافعلته به القيادات السياسية الحالية التي عكف على أعادة إنتخابها لمرات عدة دون أن يجني منها سوى مزيداً من جثث مجهولة الهوية وأخرى متفحمة وخدمات خاوية وكهرباء ستكتمل مع عصر الظهور!!