المعروف ان العراق تعاقد مع الولايات المتحدة الامريكية لشراء 36 طائرة اف 16 بتكلفة قدرها 5 مليار دولار تقريبا . واستلم العراق قسما من هذه الطائرات ولكنها بقيت في محل تدريب الطيارين العراقيين في ولاية اريزونا الامريكية بحجة ان العراق ليس امنا لنقل الطائرات الى العراق في الوقت الراهن..
قيل وكتب الكثير عن هذه الطائرات التي تستعملها 26 دولة في العالم من بينها دول المنطقة مثل تركيا واسرائيل ودول الخليج والاردن ومصر ،وذاع صيتها كثيرا حين استخدمت من قبل القوة الجوية الاسرائيلية في قصف وتدمير مفاعل تموز العراقي في حزيران 1981 ، حينها اشتركت ثمانية من هذه الطائرات في قصف المفاعل بالاضافة الى طائرات اف 15 .. كما انها استخدمت من قبل اسرائيل بشكل كبير وواسع في المعارك الجوية التي دارت رحاها في سماء لبنان في عام 1982 بين القوات السورية والاسرائيلية .
وهناك عدة تساءلات حول شراء العراق لمثل هذه الطائرات من الولايات المتحدة الامريكية منها :هل ان الصفقة ضمن شروط الولايات المتحدة في اتفاقيات الانسحاب من العراق ؟؟ ام انها نية عراقية للدخول في النادي الامريكي مع وجود دول اخرى صانعة للطائرات مثل روسيا والصين والسويد وبريطانيا وفرنسا وغيرها ؟؟؟!!!
هناك عدة ملاحظات سياسية وفنية على هذه الصفقة :
اولا: ان اكثر العقود التي تعاقدتها الحكومة العراقية بشان استيراد الاسلحة او المشاريع المدنية بعد السقوط مع الدول الاجنبية هي عقود مشكوكة وفاشلة تخللتها الرشوة والفساد واشتراك حزبيين محسوبين على جهات متنفذة بدلا من ايفاد فنيين ومهنين مستقلين للتفاوض على نوع السلاح وتكلفته كما هي الحال في صفقة شراء 12 طائرة تدريب التي اشترتها الحكومة العراقية من كندا ،حيث كانت الصفقة غارقا بالفساد وكلف العراق 4 اضعاف قيمتها الحقيقية !!! و كان بطلها من احد الجهات الحزبية المتنفذة في الدولة بالاضافة الى نجله المقيم في كندا !!.
فهل ان صفقة الطائرات اف 16 نزيهة؟؟؟
ثانيا:هناك قانون في امريكا تشترط بموجبه على الشركة المنتجة لاية نوع من الاسلحة المهمة ومن بينها طائرات اف16 بتجهيزها بنظام (شا ت داون) اي انها تستطيع ايقاف تشغيل هذه طائرات وتعطيلها عن بعد عن طريق الاقمار الصناعية كما حصلت لطائرات تركية امريكية الصنع تستقلها مهندسين وخبراء اتراك عندما تم تفكيكهم لشفرات بعض الطائرات الامريكية الصنع حيث تم اسقاط طائراتهم السمتية وبالتالي قتلهم بواسطة المنظومة المذكورة!!.
ثالثا:ان جميع الطائرات الامريكية الصنع مزود ب مجسات مخفية من نظام جي بي اس (كلوبال بوزيشنينك سيستيم) تستفيد منها في معرفة موقع الطائرات المصنوعة في الولايات المتحدة بشكل دقيق جدا وفي كل الاحوال الجوية وعلى مدى 24 ساعة في اليوم . وهذا النظام تستعملها اكثر سائقي السيارات في العالم وحتى بشكل قليل في العراق للتوجه الى عنوان وموقع معين .. بل تحوي الهواتف النقالة نوع آيفون 6 على نظام جي بي اس يمكن بواسطتها العثور على الهاتف الضائع او المسروق عن طريق موقع الشركة على الانترنت بادخال المعلومات المطلوبة !!.فكيف ب طائرة تشتريها دولة مثل العراق قريبة من اسرائيل حاكمة امريكا الفعلية!!!
رابعا: ان الولايات المتحدة الامريكية لها اتفاقيات مع اسرائيل تسلم بموجبها جميع المعلومات المخابراتية لاسرائيل بدون تمحيص او( فلترة). فتكون جميع معلومات هذه الطائرات ومواقعها بيد اسرائيل لحظة بلحظة ، بالاضافة الى وجود قابليات ذاتية لاسرائيل على التجسس.
خامسا: من هم الطيارين الذين سوف يقودون هذه الطائرات ، هل ان ما اشيع انه تم ترشيح الطلبة المتدربين من قبل الاحزاب الحاكمة والمتنفذة في الحكومة؟؟
هل صحيح ان الطلبة تم ترشيحهم على اساس طائفي وقومي وحزبي كمحاصصة تشكيل الحكومة؟؟ يذكر ان الترشيح الحصصي كانت كما يلي:
العرب الشيعة
العرب السنة
اكراد البادينانيين (جماعة مسعود البارزاني)
اكراد السورانيين( جماع جلال الطالباني )
وقيل ايضا ان فيهم التركمان والاشوريين ايضا طبقا للمحاصصة!!!
ولم ارى اية مقابلة مع الطيارين سوى المقابلة القصيرة جدا وباللغة الانكليزية التي اجراها شبكة (سي بي اس) الامريكية مع الكابتن محمد حمه المتدرب على طائرات اف 16 في ولاية اريزونا الامريكية وهو برفقة المدرب الامريكي جوليان بازيكو .. وكانت هناك مقابلة مقتضبة مع نفس الطيار العراقي اثناء تسلم العراق اول طائرة من هذا النوع في حزيران 2014 والتي بقيت في مكانها بعد تسلم العراق لها.
وللعلم ان الكابتن محمد حمه هو نجل قائد القوة الجوية العراقية انور حمه امين والذي تسنم هذا المنصب كحصة الاتحاد الوطني الكردستاني ( حصة الاكراد السورانيين) !!!.
وفيما تتعلق الامر بالمتدربين فقبل مدة قليلة قرأنا في الاخبار ان الطلبة الفنيين المتدربين على صيانة طائرات اف 16 في الاردن قد اضربوا عن مواصلة دروسهم فور سماعهم بتقشف في رواتبهم … فكيف تم اختيار هولاء الطلبة الذين يهمهم الراتب قبل كل شئ؟؟؟
ان اخطبوط الالكترونيات قد احاطت كل شئ واحاطتنا ايضا فكل المواقع المهمة في العالم مثل فيس بوك وكوكل ويوتيوب وبرامج مايكروسوفت تسيطر عليها الولايات المتحدة بواسطة القوانين الامنية التي تشترط على مالكيها التعاون مع اجهزة الدولة الامنية فكيف ب سلاح مهم تطير على بعد مرمى حجر قرب اسرائيل وقرب حلفائها الخليجيين ؟؟؟
فالاجهزة الكومبيوترية التي نستخدمها والتي تحوي على نظام تشغيل ويندوز تحوي ايضا على ملفات المخابرات الامريكية كما صرح بذلك وزارة الدفاع الفرنسية في اوائل العقد الاول من هذا القرن حين تم تحليل ملفات وندوز اكس بي الشهيرة.
ونذكر ايضا قدرة واهتمام المخابرات الاسرائيلية والامريكية بالتجسس على الدول الاقليمية وكيفية تجسسها على حاسبات المراكز النووية الايرانية بواسطة ملفات تجسس تعمل تلقائيا اثناء وجودها في الحاسبة حيث نقلت المعلومات عن الملفات ال ( بي دي اف) و(الوورد) وغيرها ولم تستطيع برامج الحماية الروسية (كاسبرسكي) التي كانت موجودة في حاسبات تلك المراكز من صدها لعدم قدرة ذلك البرنامج من تشخيص فيروسات التجسس الاتية عبر الانترنت لكي تمنعها و تصدها. وبعد تلك الحادثة استضافت ايران جميع المواقع المهمة للحكومة الايرانية في خوادمها (سيرفرات) الخاصة داخل ايران.
فيتبادر الى الاذهان ما الفائدة من شراء هذه الطائرات التي تبقى فعليا بيد الولايات المتحدة وبالتالي اسرائيل ؟؟؟؟ ثم اليست ادامة وتصليح هذه الطائرات مكلفة وباهضة الثمن؟؟؟ وهل هي مناسبة لجو العراق الغباري !! يذكر ان شافطة الهواء في تلك الطائرات فتحتها موجهة وقريبة من الارض فتسحب الكثير من الاتربة والغبار الى محركاتها اثناء اقلاعها وهبوطها فتحتاج الى صيانة مستمرة.
اذن لماذا الاصرار على شراء تلك الطائرات علما انها في طور الخروج من الخدمة في الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل واحلال طائرات اكثر تطورا مكانها!!.
اليس هذه الطائرات نمور من الورق بالنسبة للعراق ؟؟؟؟ لماذا لا تمحص الحكومة العراقية اكثر ولماذا لا تلغي
هذه الصفقة وتشتري طائرات روسية الصنع؟؟؟
يذكر الخبراء ان احد الاسباب المهمة لخسارة باكستان الحرب امام الهند اثناء المعارك من اجل كشمير هي استعمالها للسلاح الامريكي الباهض التكاليف والتقنية العالية لتلك الاسلحة التي تحتاج الى تعليم وتدريب عالي جدا تفوق قدرات العسكري الباكستاني.