23 ديسمبر، 2024 3:32 م

يضرب للرجل يصيبه الاندهاش ممايرى، وتعتريه الرهبة مما يحيط به، فيشطح في قوله، والبابوج نوع من الاحذية تلبسه النساء في الزمن السابق، ويحكى في هذا ان رجلا دخل على احد الوزراء، وهو جالس على شاطىء دجلة، فأمره الوزير ان يأتيه ببطيخة، فأراد ان يعطي البطيخة للوزير ويبصق في دجلة، فرمى البطيخة في دجلة وبصق بوجه الوزير، فقال له: ماذا فعلت يا احمق؟ فقال: ايها الوزير اردت ان ارمي البطيخة في دجلة وابصق عليك، فقال الوزير : وكذلك فعلت يا احمق، فغلط قولا وفعلا، والكثير من حمقى السياسة الآن قد ضيعوا بابوج السنهم، ينعقون كالغربان، وقلوبهم كالمراجل تغلي من الغيظ لما يحققه الحشد الشعبي من انتصارات كبيرة، ولما يقوم به من اعمال تنم عن مسؤولية عالية تجاه الناس في تكريت.

لقد احضروا الفيديوات المفبركة، والاخبار الضالة قبل اقتحام تكريت، وكانوا ينتظرون الفرصة المؤاتية لتشويه سمعة هذا الحشد الذي اثبت انه يسير وفق خطة رائعة، ويمتلك من الانسانية ما اخرس السن الكثيرين، وافشل مخططاتهم البائسة، لتبدأ اميركا حملتها الافتراضية لاغير، هي تفترض ان الحشد الشعبي فعل كذا وكذا ،وتبني مواقف معينة على احاديث فلان وفلان المليئة بالكذب والافتراءات، في حين ان الاهالي من الاطفال والنساء والرجال استقبلوا هذا الحشد بالزغاريد والعناق الذي ينبي عن اخوة متأصلة داخل كل من المحرِّرْ والمحرَّرْ.

فشلت المخططات، وضاعت تكهنات اميركا بانعاش اقتصادها، وتحطيم الاقتصاد العراقي، وذهبت احلام (النجيفيين) الى الحضيض، اقليم السنة صار بخبر كان، وجيش البعث لن يرى النور في تلك المناطق، فتعالت الدعوات المغرضة التي اعتدنا عليها نحن العراقيون، انهم يقتلون السنة، وهذه المرة بسيوف ايرانية، ماذا نفعل واميركا لاترضى ان تفي بصفقات السلاح التي اتفقت معها الحكومة العراقية بشأنها، ماذا نفعل وصارت اطلاقات البندقية حسرة في قلب كل جندي، ماذا نفعل وهناك دولة كبيرة ابدت استعدادها في المساعدة، وكما قال احدهم، البيت يحترق، وهناك من اتى للمساعدة في اخماد الحريق، هل يكون من حق العراقي ان يقول له، لاتطفىء النار.

حجج العاجز كثيرة، وتبريرات المهزوم اكثر، والجماعة من الذين اضاعوا بابوج السنهم، صاروا بين امرين، احلاهما مر، فهم لايريدون لداعش ان تنتصر،

ولايريدون للجيش والحشد الشعبي ان ينتصرا ايضا، ان الوضع الراهن ، وضع خصب لتمرير المخططات المشبوهة، ولتمزيق العراق تمزيقا هادئا، وهناك من عقد صفقات مالية كبيرة مع داعش من تصدير النفط وغيرها، وحين رأى ان السحر سينقلب على الساحر، لجأ الى التكلم باسم السنة، فهذا الخيار هو الخيار الوحيد الذي بقي في جعبة هؤلاء.

كل شيء جرى بالصورة والصوت وامام انظار العالم اجمع، فماذا تريد اميركا ان تقول، وماذا سيقول سياسيو اربيل والاردن، الرأي الشعبي واضح ومصور، آلاف العوائل تحتفل بالجيش والحشد الشعبي، والقرى رفعت الاعلام العراقية، لقد نبذ الجميع الفرقة وعلموا ان الوطن اغلى من اي شيء آخر، اما السياسيون فقد فقدوا مصداقيتهم وانتهى امرهم، ولا اعتقد ان هناك صندوق اقتراع واحد سيتقبل اسماء هؤلاء الذين باعوا الوطن والانسان لحركة متطرفة قاتلة عدوة للجمال والصدق والمحبة، من ربط مصيره بداعش الى مزبلة التاريخ، ومن بقي بين نارين، سيكتوي باحدهما والايام الآتية ستفرز الكثير ممن ضيّع بابوج لسانه.