من الصعب التكهن بمستقبل العراق!! في فوضى الروتين والبيروقراطية، والفساد الإداري، يبدأ من الشَك والرِيبة بين الأعلى والأدنى، تترجم القوانين الى تعليمات وحلقات عراقيل للمواطن، أبواب للفساد يضيع فيها الوقت وتفسح المجال للمحسوبية والمنسوبية والحزبية.
حينما يراد للأمم مستقبل مشرق، يُعدها قادتها الشباب مبكراً، وتهيء لهم الظروف المناسبة للنجاح والإبداع والإخلاص.
في السنوات العشرة الأخيرة تراجع العراق، وتصدر قوائم الفقر والأمية والجهل والعاطلين، تحركت أيادي خفية بدأت من رفع الإشارة الضوئية وجسور المشاة وتخطيط الشوارع وأماكن النفايات، الى عشوائية السكن والمشاريع وشراء المناصب، بإدارة غائبة الستراتيجية هستيرية الحكم.
منحة الطلبة بعد جهود كبيرة، وسنوات تعطيل ومراوغات تم تفعيلها، جاء بجملة من الضوابط الروتينية المعقدة، لتمنع عن البعض بعد ان كانت للجميع، التعليمات الجديدة تشمل الطلبة أصحاب الدخل المحدود الغير متغيبين. المنحة دافع لشجيع الطلبة من العزوف عن الدراسة، تشعرهم بالإنتماء لوطنهم، تمنع المتسربين من الدراسة بسبب الظروف المعيشية، لم تصل الى حلم الشباب في الدول الأخرى؛ أن يجد السكن وفرصة العمل ودعم الإبداع بعد سن البلوغ.
ما يلوح في عقلية الطالب العراقي، مستقبل مجهول، ينتظرهم سوق عاطلين او العمل بإختصاص أخر، يشعرون بخيبة الأمل حينما؛ لا يجدون دراسات ستراتيجية تنظم القبولات المركزية وتوزع حسب الإحتياجات، وتأهيل شباب لمليء الفراغات وحاجة الدولة للتنمية، ودائما يُقال إن القوانين( تصدر بحجم الفيل ولا يصلنا الاّ أقل من النملة) ثم تصدر تعليمات تقتل حتى النملة.
المحنة ترفع شيء من معاناة الطلبة وتعطيهم الثقة بالنفس، وكثير منهم لا يملك اجور نقله الى الجامعة، يعيش في ظروف سيئة طلاب من محافظات يعملون في مساطر العمال، والحالة اسوء بالنسبة للأناث.
ضوابط الفساد تبدد منحة الطلبة في أدراج الإنتهازية، وحلم الفاسدين لا يتعدى مستقبل أبنائهم على حساب كل العراقيين.
الفساد حلّ في كل المفاصل، والروتين في منحة الطلبة ولد الطبقية، وبعضهم لا يقبل على نفسه ان يُسمى محتاج للمكرمات والتفضل، والمستقبل لا يبنى الاّ بقادة شباب، يتعلمون العدالة والمساواة وعدم انتقاص الحقوق، يعتمدون على الذات لا فارق طبقي بينهم، والعراق من الدول الغنية لا تؤثر فيه 100 ألف دينار لطالب علم قائد المستقبل. المنحة للطالب وليست للأب، وللغياب ضوابط إدارية لا يمكن ربطها بالمنحة، وهذه القيود تشرع للفساد والمحسوبيات والروتين القاتل!!