قتل ودماء.. رعب وخراب.. هذا ماخلفته النظرة الدونية الفردية بعيدا عن الروح الجماعية التي برزت الى ارض الواقع وهذا الامر يضاف الى العجائب والغرائب لاناس يركنون روح التعاون ويصرون على المضي لوحدهم في مشوار المخاطر الذي يجب ان تحل جميع طلاسمه بالاجماع. كيف لا والدين الاسلامي الحنيف يعضد هذه النظرة بقول المولى القدير {وأمرهم شورى بينهم}؟.
كيف لا والمجتمع المتعود على المشورة والتعاون في مجال تبادل الخبرات يجد نفسه مجبرا بين ليلة وضحاها على التعامل مع مفاهيم مغلوطة وقيم هي اقرب الى التفرد والاعتداد بالرأي الشخصي؟
كيف يكون ذلك في مجتمع آمن بدرس منطقي مفاده (اذا كان فإن)، أي إن كان هنالك حافز او تفكير بعمل الخير فإن ذلك يؤول الى امر صائب ونتيجة ايجابية والعكس صحيح؟
هذه المفاهيم المغلوطة الجديدة على مجتمعنا تتزامن مع موجة ارهابية شاملة تجتاح البلاد بدعم خارجي – هذا رايي طبعا – ومن خلفها خطط جهنمية تستهدف البنية التحتية للبلاد والروح التسامحية للعباد في ارض الرافدين المتصاهرة والمتآخية. اذن كيف النجاة من هذا الخراب الكبير الذي يخلف ورائه الحقد والويلات ودمار النفوس وبالتالي جيل محطم يراد له أن يقود البلاد مستقبلا.
فبعد أن كان العراقيون يداً واحدة اصبحوا اليوم في حالة افتقار الى مقومات الوحدة وتشوب واقعهم الكثير من عوامل التفرق والتشرذم نتيجة احزاب سياسية مدعومة خارجيا تستعين بجماعات داخلية تنشر الرعب والدمار في ربوع الوطن.
وسط هذه الصورة المضطربة كان لابد من مبادرة تضع النقاط على الحروف وتحمل الجميع المسؤولية. فكانت مبادرة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم هي نقطة الضوء في نهاية النفق. دعوة صريحة لرص الصف وجمع الكتل المتخاصمة كافة على طاولة واحدة من اجل التفكير بواقع الحال بعيداً عن الضغوط الخارجيه المحركة لبعض التظاهرات والاعتداءات بالمفخخات. وهنا اضم صوتي تأييداً لعمامة آل الحكيم التي وقفت وقفة الجد في معترك الساحة تطالب الجميع بعقد ميثاق شرف وطني لحقن الدم. مبادرة تصرخ لبغداد المفجوعة ومحافظاتنا المنكوبة :- ” سلام ايا بغداد” فما زال في الافق نور يسطع.