19 ديسمبر، 2024 3:00 ص

ضوء على الانتخابات القادمة

ضوء على الانتخابات القادمة

لقد خرج الجميع من العبائة المذهبية فما عاد هناك بيت شيعي ولا بيت سني ، لقد تشضت هذه البيوت واصبحت من الماضي ومع الاسف اصبح هذا الماضي الاكثر سواداً بتاريخ العراق الحديث.
لانريد ان نخوض بالمسلمات التي اتفق عليها الجميع حتى الفاسدون يذكرونها بأنها مرحلة انتشر فيها الجهل والامية والتخلف والفساد و ببركتهم أيضاً جفت الأنهار ، وقالوا عن انفسهم (نعم لقد قبضنا الرشا) ، وهم لايخجلوا منها .
عندما نسلط الضوء على جميع الكتل نكتشف انها جميعها قلقة متوجسة من قادم الايام ، جميع الكتل حظوظها متقاربة وهي دون الحد المتوسط فلم تعد هناك احزاب وكتل كبيرة بعد ان اكتشف الشعب حجم الدمار نتيجة الحروب المذهبية المفتعلة ، بعض من صقور الكتل الكبيرة لم ترشح نفسها للانتخابات القادمة لانها عرفت قيمتها الحقيقية وماعاد لها تأثير بعد لعبة المظلومية والتهميش .
المال الفاسد مازال مؤثر بخبث ويفسد الامال بالتغيير المرجو ، لا نبالغ ان قلنا ان الاموال التي ستصرف على الانتخابات التي تخوضها ( الكتل الكبيرة) اموال مهولة وهي الاموال المسروقة من ميزانيات الحكومات المتعاقبة .

الاحتجاجات المدنية منذ اكثر من اربع سنوات فعلت فعلها بتحريك الشارع والقوى الوطنية الديمقراطية ازدادت شعبية ومقبولية لدى غالبية الجماهير المتذمرة والمتضررة من الفساد ، الجماهير المحتجة رغم قلتها الا انها نخبوية ومستعدة لخوض المعركة حتى النهاية ، استبسالها هذا جعل الاحزاب المتأسلمة ترتدي لباس المدنية ، وهذا مازاد الامر سخرية لأن المدنية بمفهومها التنويري لايتطابق مع ماتطالب به تلك الاحزاب والتي حكمت بأسم الدين وكانت الراعي الرسمي للحرب الطائفية والتي اثبتت رثاثتها بجدارة ، هذه القوى المدنية لم تلملم نفسها وتتحالف بل تغلبت الآنا عليها وباتت ايضا مشتتة متباعدة وهذا خطأ كبير تقترفه القوى الوطنية وخصوصا اليساريين منهم ، مما جعل المواطن بحيره من امره وعلى مايبدو فأن القوى المدنية ستكون اكثر تضرراً لانها شتت جماهيرها .

الاحزاب في الدول المتحضرة تطرح برنامجها السياسي و الاقتصادي لتحسين ظروف معيشة مواطنيها وعلى ضوء هذا البرنامج يتم التصويت ، الامر مختلف عندنا فأن الاحزاب تبدأ بتسقيط منافسيها سياسياً ودينياً وعشائرياً وكلما كانت مدججة بالسلاح والمال ستحقق الفوز المنشود !!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات