شهدت محافظة ذي قاروعلى مدى الاشهر الاربعة المنصرمة من هذا العام نشاطا محموما ساهم فيه الجميع رؤساء ومرؤسين وبذلت فيه جهود جبارة وعلى اعلى المستويات بغية الترويج لضم اهوار واثار المحافظة الى لائحة التراث العالمي , فقد وجهت الدعوة لسفراء فرنسا وبريطانيا وامريكا اضافة لاكثر من اربعين سفيرا اخر من السفراء المعتمدين في العراق لزيارة المحافظة والاطلاع على معالمها الاثارية في اور واريدو اضافة لاهوارها الرائعة.
واخيرا انعقدت اجتماعات منظمة اليونسكو في اسطنبول بتركيا في العاشر من تموز 2016وكما هو محدد لها مسبقا , وكنا نترقب نتائج اجتماعات الدورة الاربعين (التي تضم 20 دولة من كل قارات العالم ) ونحن على احر من الجمرواخيرا جاء وقع الخبر كالصاعقة (لان الاجتماعات كانت مهددة بالالغاء او التاجيل بسبب الانقلاب الذي تزامن معها) ليكون الاحد 16 تموز 2016 موعدا للبشرى واعلان الموافقة على ادراج الاهوار والمناطق الاثرية العراقية على لائحة التراث العالمي، , وقد عمت الافراح الأوساط الشعبية والرسمية العراقية , منهية بذلك شهورا مضنية من المثابرة والعمل لاستكمال الملف اللازم لهذه العملية. وقد صوت للعراق (الكويت ولبنان وايران وفرنسا وكازاخستان وفنلندا واندونيسيا والبرتغال وتونس وتنزانيا وفيتنام واليابان والبيرو ). وهو مايكفي للفوز فقد احتاج ملف العراق الى 14 صوتا للحصول على هذه النتيجة من اصل أصوات 20 بلدا. ولم يعترض على الموضوع سوى الدولة المضيفة وهي تركيا بالطبع , حيث ان لها اسبابها الخاصة والتي تتعلق بالزامها بوجوب تأمين الحصص المائية للاهوار دون قيد او شرط.
لقد اصبحت الكرة الان في ملعبنا وعلينا ان نجيد اللعبة كما يقولون ,فلقد فتحت آفاق واسعة وكبيرة امام محافظتنا لكي تثبت بانها اهل للمسؤلية …. واول الخطوات التي يجب ان تتخذ فورا هي , اكمال البنية التحية المطلوبة وفي مقدمتها, تهيئة وافتتاح مطار الناصرية الدولي لكي يكون مستعدا لاستقبال افواج السواح ومن كل دول العالم والشروع بانشاء المرافق السياحية التي يحتاجها السائح كالفنادق الفخمة والاسواق واماكن الجذب , اضافة لتعبيد الطرق وتامين الحافلات والطائرات الشراعية وغيرها من وسائل الترفية .
يجب التفكير وبلا ترددفي كيفية استثمار الفرص بالاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال ومنها دول المحيط العربي كمصر ولبنان اضافة لبعض الدول المتقدمة في هذا المجال.
لقد لعبت السياحة دورا مباشرا في الانتعاش الاقتصادي لبعض الدول مثل مصر التي تعتمد على ايرادات السياحة بشكل كبيرولذا فيجب على العراق ان يفكر جديا بكيفية انجاح المشاريع السياحية وكيفية الترويج لها وان لايبقى اقتصاده وحيد الجانب فالنفط قابل للنضوب في يوم ما او ان تكلفة انتاجه ستكون عالية قياسا لانخفاض الاسعار العالمية , ولذا يجب ان نفكر بتنويع مصادر الدخل.
وقبل ان اختم كلامي فانني اشد وبقوة على حكومة ذي قار المحلية وعلى راسها السيد المحافظ ورئيس مجلس المحافظة للجهود التي بذلت من اجل الترويج لاثارنا واهوارنا وعليكم الان تقع مسؤولية الخطوة القادمة حيث يجب العمل وبلا تردد وباقصى الجهود لكي تكون ذي قار قبلة للسواح ومكانا جاذبا للافواج السياحية ,وعليكم التحرك فورا لجذب الاستثمارات السياحية وتوفير الاموال لاكمال البنية التحتية التي اشرنا اليها.ان اولى المكاسب التي جنيناها هي وضع هذه الاماكن تحت الحماية القانوية الدولية ,وعليه ستنتعش اهوارنا وتغمر بالمياه التي سوف لن تنقطع او تتوقف عنها ابدا ولذا فستكون نابضة بالحياة وسيعود لها اهلها الذين هجروها وسيعود الطير يملا اجوائها بالوانه الزاهية وسيكون للاسماك حصتها هي الاخرى وسيغرد ابن الاهوار مجددا بترنيمته الشعبية المعروفة ((مشحوفي طر الهور ..ياروحي هيدي ويلي بويه))
واخيرا نقول مبروك للعراق ارضا وشعبا وهو يستحق الكثير ولو انها تاخرت كثيرا ,فهي فعلا انتصار كبير وفرحة لاتوصف كما قلناوان تزامنها مع الانتصارات المتلاحقة لقواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي يفرحنا كثيرا ..املين ان نحتفي بفرحتنا الكبرى عند تحرير عراقنا الحبيب من براثن الاعداء داعش واذنابها وان غدا لناضره قريب.