بلد مفخخ إذا قاده الطغاة، وشعبه ضحايا العنف دفاعاً كان عن البوابة الشرقية، واليوم عن الغربية، وبعدها الشمالية ثم الجنوبية، يقودنا العنف، وتسيل الماء أكراماً لكروش الخارج وأدبار الداخل، العراق شركة قابضة، وقافلة تغرق حينما يقودها الطائفيون والقومينون والفاسدون.
كان لا بد لنا ان نكون واحداً لمواجهة عدو واحد، وأعداؤنا لا ينتهون؛ إذا كانت الأقنعة جاهزة، والإنسلاخ عن القيم وحاجة المجتمع ضرورة للساسة للبقاء متى ما تقتضي احتياجاتهم.
لا أحب ان أتحدث بلغة التشنج وكان يحدونا أمل، يعاكس فرضيات التكهنات، التي تديرها مؤسسات الحرب الاعلامية المعلنة، التي تمجد الطغاة والقتلة، وتحلل دماء العراقيين وعملهم السياسي.
نحن امام مفترق طرق يستهدف العراق من شماله الى جنوبه، وسكاكين التقسيم تقطر من الدماء يراها حتى الأعمى، المفترق يتوسع جينما، يستمال الساسة الى تفريقنا الى قبائل وفئات وتيارات.
أمل كبير كان لدى العراقيون، 34 مليون كان ينتظر التغيير، وتبديل الوجوه التي لم تجلب للعراق خير، يتعلم القادة من أخطائهم وأخطاء غيرهم، والواقع يفرض ان يكونوا بصف واحد لمواجهة الإرهاب التكفيري والفكر العدواني.
استبشرنا لأننا الأقوى ونحن على حق، نواجه الفكر الشاذ، ونملك المعنويات والعقائد المرتبطة بالإسلام والإنسانية ومباديء حقوق الانسان، ونريد دولة رفاهية عصرية عادلة.
أخيراَ إقتنعت معظم القوى، إن الحكومة لا تشكل إلاّ بمشاركة جميع المكونات، وتشكيل التحالف الوطني حجر أساس للعملية السياسية، حيث وجود ما يزيد عن 170 مقعد، له دور فاعل في تحريك القوى الأخرى والتحرر من قرارات الصفقة الواحدة، أملنا كان في الجلسة الأولى التي يكون منها حجر الزاوية وتثبت القوى الجدية في التغيير وتصحيح الأخطاء.
لا نريد ان نعيد ما حدث في الجلسة الأولى، لكن يبدو إن احلامنا بدأت تتبدد، وما يحدث على مرأى ومسمع جميع المواطنين، وبتحدٍ صارخ للإرادة الشعبية، وبعد الإستراحة غادر معظم النواب ولم يكتمل النصاب، وسوف تعود الكتل السياسية لتبادل اللوم والاتهام والقذف والشعب ينتظر متى تصحىو ضمائرهم؟!
يبدو إن الساسة تركوا العدو، وإنشغلوا بمعاداة الشعب، لديهم معدات التلون والتحايل وخداع الناس اطول فترة ممكنة، ومع كل وقت يستنزف العراق.
حاجتنا ملحة الى بناء مجتمع صالح وعملية سياسية ناجحة، قادرة على طرد الإرهابين والفاسدين خارج الحدود، والتحالف الوطني اول القوى المعنية عن هذا العمل، ولا يجوز لرئيس الحكومة المنتهي الولاية مغادرة القاعة ومعه نواب دولة القانون قبل الأخرين، ولا نريد ان نلوم نواب التحالف الكردستاني ومتحدون وعددهم لا يتجاوز 80 مقعد، فأين 170 مقعد التي كنا نأمل بها ان تصحى من سباتها بعد هذه المصائب، وكيف لنا إن نصدق ديموقراطية وتبادل سلمي للسلطة، والتحالف الوطني ودولة القانون تحديداً لا تؤمن بالتبادل السلمي داخل التحالف؟! ولم تكن حريصة على إنجاح الجلسة الأولى! من خلال افتعال الأزمات والعراك وعلو الأصوات.