هناك حكمة تقول: ( إذا قدر لك أن تضع يدك داخل ضمائر بعض الناس، ستخرج لك شديدة السواد) فما بالك، أن وضعتها بضمائر ساسة الفساد الطارئين، على العملية السياسية؟! سؤال مهم، هل ينامون الساسة بعين واحدة؟ الجواب أكيد سيكون نعم! لكون أغلب الناس يعتقدون أن مثل هؤلاء لا ينامون أبداً، أو أفضلهم ينام بعين واحدة، لأن عيون أمثالهم تبقى مفتوحة، لا على راحة الشعب، بل على مناكفاتهم التسقيطية، وأرصدتهم في البنوك الأجنبية، وسفراتهم العائلية، وصفقاتهم المشبوهة. الأكاذيب التي يلفقها هؤلاء الطارئون، تجعلهم يكتبون بإمتياز فيلماً عالمياً، حول سواد وجوههم، والذين ملئوا جيوبهم بالمال الحرام، فمن الطبيعي أن يد الشعب ستخرج سوداء من فعالهم المشينة لأرض الرافدين، ومن دون الاهتمام بهموم الناس البسطاء، التي تتعلق بتوفير أبسط الحقوق الكريمة، في حياتهم اليومية.ماذا يحتاج المواطن من بلده، بكل بقاع المعمورة؟ غير كرامة الهوية، وحرية التعبير والمعتقد، ورغيف الخبز الحر، فالعقل العراقي يحتاج الى عدالة الحاكم، لكي يشعر معه بالأمن والأمان، لكن ما يحصل اليوم هو أن الشعب بواد، والحكومة بواد آخر، لأن مشروع هؤلاء الفاشلين، مع جاذبية السلطة، ونفوذ المال، أخذتهم بعيداً الى ما لا نهاية.إن العملية السياسية، التي يراد بها النهوض بواقع البلاد والعباد، لابد أن تسير بطريق الإصلاح الحقيقي، وهذا لا يمكن إتمامه، إلا إذا أتحدت الآراء والأفكار، وإتفقت على حتمية التغيير الجذري الشامل، المبني على رؤى صحيحة سليمة، وعلى يد قيادات قادرة على التغيير، وتبني أطروحات حقيقية من واقعنا المزري، ومعاناة المواطن، الذي يعاني الموت والتهميش في بلده.الإعلان عن خارطة طريق سليمة، وملزمة لجميع المتخاصمين من الأحزاب والكتل، هي الحل الأمثل للسير بهذا التعديل الذي يجب أن لا يطال الوزراء فقط، بل مجمل المناصب والهيئات المدارة بالوكالة، وغيرها من مفاصل الدولة والحكومة، التي إن أرادت وضع البلد على الطريق الأمن الصحيح، فلابد لها من البدء بخطوات فاعلة جريئة شجاعة، تعتمد على إدخال يدها في جيوب الفاسدين، وإسترجاع الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة، ومحاربة السراق، ومكافحة شتى أنواع الفساد، والهدر في المال العام. ختاماً: العراق يحتاج الى تكاتف وتكاثف الجهود، وتوحيد الرؤى، بغية السير بحكمة الى الأمام، وليس الهروب الى الخلف، والعودة الى المربع الأول، بدعوى إنقاذ العراق، وتحت مسميات لا علاقة لها بعملية تصحيح الأخطاء، والتغيير الحقيقي، مرفوعة بشعارات رنانة، لا تغني من جوع.