من انتم؟ قالها الطاغية الليبي المقبور معمر القذافي، بالباطل، منكلا بشعبه، وأقولها بالحق، مدافعا عن شعبي.. أقولها لحكومة نوري المالكي، التي أطلقت يد حزبها والأحزاب، المتـآمرة معها في الاستحواذ على “لعبة السلطة” تعيث فسادا في الدولة.. وهنا وتواطئا.. ومن هذا على ذاك، في الاحوال كلها، حكومة واهنة، أو متواطئة لا تصلح لقيادة البلد.
أسوق هذه المقدمة، بمناسبة، جلوسي صدفة.. حسب ترقيم تذكرة الطائرة، قرب مدير مكتب أحد قادة تلك الفئات.. مالكية الولاء، أثناء سفرة ما.
لطول الطريق الوهمي.. المفترض في الفضاء، حسب خرائط الملاحة الجوية، رحنا نستنفد الوقت بالحديث، متشعبين الى مجاملات لا يتحمل السفر أكثرمنها جدية؛ باعتبارنا.. كلانا، أنا وإياه، عينة مؤقتة، لا يصح ان نضيف الى وعثاء السفر، طروحات دائمة الجدية.
في معرض الحديث، كان يردد: “فلان قدم لنا الخدمة الفلانية، فكافأناه بالمشروع الفلاني” و… خدمنا في القضية الـ… فكافأناه بالمشروع…” وإستمر يسرد جردا بمشاريع الدولة، التي كافأت بها كتلته، أشخاصا راضية عنهم، كما لو أن ميزانية الدولة، نثرية هامشيا، في موارد حزبها.
حينها تذكرت قصة “موسى والرجل الصالح” في القرآن الكريم، يوم قال له: “لن تطيق صبرا عليّ” إذ لم أطق مواصلة المجاملة على حساب مصلحة وطن مهدور، تناهشته الأحزاب والفئات العرقية والدينية، وأفراد، يتبرعون بمشاريع الدولة، نفاقا لمن يشاؤون.. ويكنزونها في ذممهم، سحتا حراما.
قلت له: “من انتم لتتصرفوا بالدولة؟ حزب البعث، بكل طغيان المقبور صدام حسين.. أمين سر القيادتين القطرية والقومية، لم نسمع عن تحكمه، بمشاريع وشؤون عمل وزارات الدولة؟”
لا نقول “وكت صدام جان احسن” إنما نقول: “ضيعتم فرحتنا بسقوطه” وهذا نابع من ضعف المالكي، نظير من يلوحون له بالمؤازرة في بلوغ ولاية ثالثة، مرتميا.. مرة في أحضان هذا الطرف ومرة في أحضان الطرف المناوئ له، يجمعهما على مائدة افتراس العراق اتفاقا.
الإيديولوجيات المتناحرة.. تصطرع خفيا، او في العلن، تواصل خلافاتها، قبل وبعد العراق، لكنها تلتقي، عند أذية العراق وإحباط شعبه ووأد تطلعاته، نقطة استقطاب توحد جهودها؛ لأن المالكي باع الشعب في سوق صراعات المنطقة؛ علّه يفوز بولاية ثالثة، تكتظ بالفساد المالي وإغناء ذوي القربى مالا حراما.
عودا على بدء: “من انتم لتتحكموا بمشاريع الدولة، من دون غطاء دستوري؟” انها جريمة يحاسَب بموجبها المالكي والجهات المتبرعة.. تخترققرارات الدولة، امام القضاء.
فـ… من انتم؟ ومن نحن؟ إنا تطيرنا بكم، وقد بددتم فرحتنا بسقوط الطاغية، يا… مالكيو الولاء، انفصاما من عروة العراق الوثقى، التي تشكل امتدادا ايمانيا لعروة الإعتقاد الوثيق بالله.