22 نوفمبر، 2024 1:01 م
Search
Close this search box.

ضعوا في الحسبان تدويل أزمة كردستان !

ضعوا في الحسبان تدويل أزمة كردستان !

لقد تعقدت كثيرا أزمة انفصال كردستان العراق وأخشى ان تحشر في عنق الزجاجة ويغلق عليها و تتضائل معها الفرص في لقاء الفرقاء على ارضية مشتركة لمباشرة الحوار وحلحلة المشاكل السابقة واللاحقة!! .

فالمكاسب التي حققتها حكومة العبادي على الارض والتي لم تكن لتتحقق لولا انشقاق حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جناح طالباني والذي لم يتحد يوما مع غريمه الديمقراطي الكردستاني الا بضغط خارجي وبدافع المصلحة وترك حليفه البرزاني مكشوفا فضلا عن تخلي الامريكان عنه لتعنته وعدم انصياعه وتفهمه لاشارات كثيرة ابرقتها له وفودها و خارجيتهم بالسر والعلن وكذلك الكثير من الدول الغربية وحتى منها الخليجيةحتى وقع المحظور مما جعل العبادي ومن خلفه ظهيره إيران يتمسكوا بسقف عال من المطالب ولا يلتفتوا لأي مناشدة دولية للجلوس الى طاولة الحوار والعمل على غلق اي باب بوجه البرزاني يحفظ له ماء وجهه!!

وما عزز موقف العبادي واظهره بموقف الفاتح لدى الشعب العراقي بشقيه الشيعي والسني بل حتى طيفا واسعا من الكرد المناهضين للبارزاني هو استرداده لاهم محافظة عراقية تجمع كل الوان الطيف العراقي ( كركوك) الغنية بالنفط والتي كانت تحت سيطرة الاكراد بالكامل (بأقل التضحيات ) مقارنة مع المعارك التي خاضتها القوات العراقية مع تنظيم الدولة …
نعم انها كركوك التي سعت الاحزاب الكردية بتكريدها بعد الاحتلال وهي تمثل الركيزة الاساسية للانفصال والتي باستعادتها اجهض الاستفتاء وحلم الانفصال كذلك زحف القوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الى جميع المناطق المتنازع عليها والتي كانت ثغرات في الدستور مرتكزا لهم وتمادي وسعي المالكي المهووس بالسلطة من اجل كسب ود الاكراد لتجديد ولايته كانت اسبابا ومبررات في اطلاق يد الاكراد بضمها وبسط نفوذهم العسكري والاداري عليها ..

وبعد ان اسقط في يد البرزاني وانفض عنه الجمع وتخلت عنه الحاضنات المزيفة خفت حدة نبرته كثيرا وتراجع عن التحدي والعنجهية التي كان يتعامل بها وبدأ بعرض التنازلات والتوسلات للدخول في حوار والحكومة العراقية تعطيهم الأذن الطرشاء!
ولا ندري لحد الساعة على ماذا كان يعتمد ويستند البرزاني وبطانته في تحديهم للحكومة المركزية والمجتمع الدولي والجارة التي اوقفتهم على صلبهم تركيا واصرارهم في اجراء الاستفتاء الذي ولد ميتا وقد فاحت ريحته ويصر الكرد على عدم دفنه اكراما له ولهم ؟؟

فبالرغم لكل ما قيل ويقال عن الاسباب التي دفعت البرزاني في دخوله حقل الالغام في وسط دول لم ولن تسمح يوما له ولغيره ابدا باقامة دويلة كردية تمثل نواة لدولة تتوسط هذه الدول الكبيرة ( تركيا ايران سوريا ) لكن العالم كان يراقب التحدي الاحادي الجانب ويرقب بحذر ما ستؤول اليه الامور وظن الكثير منهم ان الدعم الصهيوني اللامحدود اعلاميا ولوجستيا في حينها هو كفيل بنجاح البرزاني في بلوغ مرامه ..
لكنه وبعد ان هدأت العاصفة وانكشفت الرؤيا تبين انه طعم لكن هذه المرة بدلا من ان يكون بنكهة الهمبركر الامريكي فقد جاء بطعم الجعلوك الصهيوني وهو (فطور مقدس لصون يوم السبت عند اليهود ) بلعه البرزاني ويذكرنا بطعم لقمة الكويت التي غص به استاذه صدام حسين ومزق بعناده العراق تمزيقا!!

مشكلة القادة الكلاسيكين في الشرق الاوسط والبرزاني احدهم بانهم لايحسنون قراءة التاريخ ولا يحدثوا ويطوروا مهاراتهم في عالم السياسة وتقلباتها..
فالسياسة وادارة الأزمات علم وفن وحنكة وادارة تتطور وتتشكل مع الاحداث حالها كحال باقي العلوم ..
وما يزيد الطين بلة انهم يعتمدوا على مستشارين وبطانة وطاقم حكومي هم اجهل وارعن منهم فيورثونهم والشعوب المهالك!!
اليوم ليست المشكلة مع شخص البرزاني فمن الممكن ان يستقيل ويغيب عن المشهد بضغط خارجي او شعبي ليتنعم بارقامه الفلكية هو وعشيرته مما كنزه من كد الاكراد وحصة العراق من النفط تاركا ورائه شعبا كرديا بسيطا يفتك به الجوع ويهدده مصير مجهول ..

اليوم الازمة الكردية انفتحت كجرح غائر قابل لكل انواع التلوث وباتت الحاجة ماسة لرأب الصدع واعادة بناء الثقة بين الحزبين الكرديين..
فبداية فتيل الحروب بين الفرقاء تبدأ بتبادل التهم واخطرها هو تبادل تهمة الخيانة ..

كذلك يتوجب الاسراع في تشكيل قيادة كردية واعية متفهمة لخطورة المرحلة تستبعد الوجوه المحترقة من الحزبين!!
فليس من الحكمة تدوير الشخصيات المستهلكة كما هو حاصل في حكومة المنطقة الخضراء مما انزلق بسببهم العراق في اتون الفوضى والدمار والفساد، وكذلك هو حال لكثير من الدول العربية التي ستبقى الى يوم الدين متخلفة عن الركب والحق المبين ..

ويتحتم ايضا ضرورة عدم تسلق الكوادر الجديدة البرج العاجي المتغطرس بل يجب تحطيمه ذلك الذي شيده وتربع عليه البرزاني وعشيرته لعقود مضت والانفتاح على الكرد وباقي مكونات الشعب العراقي و الدول المجاورة وقبلها الغاء وليس تجميد نتائج الاستفتاء والمحافظة على المكتسبات التي حصل عليها الكرد العراقيين والتي يحلم بها باقي الكرد في الدول المجاورة بل تحلم بها دولا بعينها في المنطقة من مكتسبات وفيدرالية جلبت لهم الرخاء وضخت لهم اموالا ربما كانت تجعل من كردستان جنة الله على الارض لو وقعت بأيد أمينة ولا نستغرب لما حدث فالاحزاب الكردية لا تفرق شيئا عن مثيلاتها الشيعية والسنية !!!
واهم ما يطمئن له الشعب العراقي اليوم وينزع فتيل الاصطدام هو حسن النوايا وربما ينحصر في الاقدام بشجاعة على اعادة جميع الاراضي العربية التي بسطت الاحزاب الكردية نفوذهم عليها بدون وجه حق وكان عبارة عن عربون امريكي للكرد في حينها لقاء تسهيل تمرير الدستور المسلوق سلقا وفي مرحلة ضعف شديد ، ويجب ان يتم ذلك بقرار كردي سلمي وليس بمناورات غالب ومغلوب وحلول ترقيعية تبقي الازمة كالبركان المتأهب للانفجار.

وانا هنا لست بصدد الترويج والوقوف مع حكومة العبادي فموقفي منها ككاتب عربي معروف لكننا نتكلم هنا من باب درء المفاسد وجلب المصالح فان استمر التأزم والسقف العالي في الشروط فتوقعوا ان تدول قضية الكرد وستطرق بابكم من جديد ايها الكرد داعش وستجتاحكم مع المجاميع الارهابية وسيدخل عليكم الحشد السيستاني الايراني بحجة تخليصكم من اجرامهم وستدك كردستان دكا كما دكت مدن العراق من قبل ولن ينفعكم وينجيكم في الرمق الاخير احد وستنفض امريكا يدها منكم كما نفضتها من قبل مع الكثير من عملائها ولا تبالي وسيتربع بعدها سليماني والخزعلي والعامري والمهندس منتشين بالنصر المبين ليرتووا قدحا من لبن اربيل ومتنعمين بوجبة دسمة من كباب ياسين ومن فوق قلعتها الشهيرة قلعة اربيل !!!
بعدها سيتم تدويل قضيتكم كما تم تدويل قضية ابيكم العراق من قبل وقد تجمع عليه الاشرار وغدى وكرا للشياطين!!

وولات حين مندم

[email protected]

أحدث المقالات