نتيجة للضعف والوهن الذي عاشه حكام العرب والغياب في صنع القرار والإرادة في التوحد على منهج واحد وقيادة موحدة في الآراء والتفكير والتخطيط لقيادة الشعوب العربية بعيدا عن الاملاءات الخارجية جعلت من الحكام العرب السطوة والتفرد في الحكم والأستقواء على شعوبهم وأبناء جلدتهم مشفوعا ومدعوما بالقوى العابرة لحدود الوطن العربي وبهذا استطاعت سحب البساط من تحت الشخصية العربية والإسلامية وتركتها فريسة سهلة للاحتلال الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي على حد سواء للأمة العربية وشعوبها . أن غياب الكلمة الواحدة الصادقة لحكام العرب فُرضت التفرقة والفرقة وسنحت للتدخلات الأجنبية على شعوبهم عكس ما أراد الله تعالى لهذه الأمة العربية في توحيدها بكلمة سواء بينهم على لسان القرآن ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس ) حينها كانت تمتلك من الإمكانيات الاقتصادية والبشرية والثروات المخزونة في باطن الأرض وفوقها تأهلها في السيادة والهيمنة على شعوب العالم وتسوده برمته لكن نراها على العكس من ذلك سارت هذه الأمة بما رسم لها أعدائها من مخططات كانت معدة لهم بعناية ودقة ومنهج مدروس لها سابقا لغرض تمزيق هذه الأمة وبيد شعوبها وقد كان لها ما أرادت بفضل فشل حكام العرب في إدارة شؤون بلدانهم والابتعاد عن شعوبهم والارتماء في أحضان الغرب وساستهم على مدى تأريخهم . أن لملمت جراحات الأمة العربية وشعوبها ومحاولة إرجاعها إلى قوتها وتوحيدها وبناء هيكلتها مرة أخرى مبنية على القوة في التحكم على مقدرات العالم وبناء مؤسسة جامعة لكل نظم الوطن العربي سمية ب( جامعة الدول العربية ) وكان الأمل يحدو بشعوبها العربية في التعاون الوثيق فيما بينهم وبناء اقتصاد متين موحد ومكمل لكل الوطن العربي واتخاذ القرارات وفض النزاعات والصراعات الإقليمية السياسية لكن الأمل قد خاب وأصبحت الجامعة العربية نقمت على الشعوب العربية و مكان لتفرقة الكلمة وبيت للصراعات والمناكثات السياسية والبغضاء والتناحر والاقتتال الطائفي المقيت وزيادة المشاكل وفي كثير من الأحيان الاستنجاد بالقوى الخارجية التي هي بالأساس تريد أضعاف هذه الأمة وبهذا زادت الهوة والفجوة بين الشعوب العربي مع بعضها وبين الحكام وشعوبهم من جهة أخري وساهموا في التدخل في قراراتها المصيرية وتأثير القوى الغربية وعلى رأسها الحكومات الأمريكية المتعاقبة في الهيمنة على قراراتها وتمرير أجنداتها الخبيثة وزيادة المشاكل في المنطقة العربية لسهولة النيل من شعوبها وإخضاعها وإضعافها وإفقارها من ثرواتها البشرية والمادية واستغلال ضعف الحكام العرب وخيانة البعض منه لشعوبهم ووطنهم وأمتهم حيث أصبحوا دمية تتلقفها أيادي أمريكا وسياسيها من خلال أعطاء بعض الحكام العرب الضوء الأخضر في قتل شعوبهم وشعوب المنطقة حيث أصبحوا مذلولين صاغرين وتابعين لهذا البلطجي الأمريكي العابر للقارات .فإذا أرادت الشعوب العربية أن تخرج من عباءة البلطجي والفتوة الأمريكي المهيمن على مقدرات الشعوب العربية وأعادت المسار لسياسة حكامها وأنظمتها عليها التخلي عن مصالحها الشخصية وترتيب أوراق بيتها العربي والوصول باقتصادها المنهوب وثرواتها المبعثرة في جيوب حكامها والخزانة الأمريكية إلى التكامل مع بعضها البعض وتوحيد صفوفها وثرواتها وفكرها واستثمار العقول العربية في بناء دولهم وأتاحت الفرصة لهم في التطوير والبناء لبلدانهم بدل من العمل في بناء وتطوير بلدان الغرب وجعل سياستها في إطار الوطن العربي الواحد الشامل يحتضن شبابها وعقولهم في بلدانهم وحل كل الصراعات العربية الداخلية بعيدا عن تأثيرات القوى الخارجية بنهج عقلاني يخدم الأمة العربية وشعوبها في سبيل التخلص من استنزاف مقدرات الوطن العربي والتخلص من شبح الصراعات الداخلية التي أهلكت وأضعفت الأمة العربية.