10 أبريل، 2024 11:28 م
Search
Close this search box.

ضعف الحكومة العراقية هو السبب

Facebook
Twitter
LinkedIn

اخيرا توجت امريكا وتحالفها اعمالها الاستفزازية بقصف احد المواقع العسكرية في الرمادي وأودت بمقتل اكثر من خمسين شابا لازال مصيرهم مجهول وتحت الانقاض من هول الضربة وقوتها التي تذكرنا بتلك الضربات الجبارة في العام 91 والعام 2003 ..
المكان الرمادي المنطقة البو ذياب الوحدة العسكرية الفرقة 14 اللواء 50 الفوج الثاني السرية الرابعة المتواجدين 50 جندي في بيتين في المنطقة كان الهدوء يخيم على المنطقة عندما حلقت طائرة لفترة تزيد عن الخمس عشر ثانية لتغادر المكان وبعدها تقريبا بنصف ساعة سمع دوى انفجار هائل في المنطقة لم يسمع مثله من قبل ادى الى هلاك هؤلاء الشباب المقاتلين الاشداء اللذين يرابطون في المنطقة لأكثر من ثلاث سنوات دون كلل ولا ملل ..طبعا الولايات المتحدة وبدون ادنى شك ستنفي الخبر جملة وتفصيلا واكيد ستنفي ايضا نيابة عن دول التحالف التي تعمل بإمرتها وهذا لا
 يمكن الا ان يكون واضحا ..
في اجواء الرمادي لا تتجرأ اي طائرة عراقية ان تجوب تلك السماء لأن هذا محظور عليها والطائرة آنذاك ستتحمل وزر طيرانها اذن لا يمكن ان تكون الا طائرات التحالف ,,قال بعض المسئولين العراقيين في بغداد وبعض المسئولين المحليين في الرمادي ان هؤلاء الجنود تعرضوا لتفجير المبنى اللذين يتخذونه قاعدة لهم على يد الدواعش بعد ان حفروا نفقا للوصول اليه ,وليكن ما يقولون فالحقائق الدامغة تكذب الخبر بالمجمل اولا ليس مبنى واحد بل مبنيين وثانيا المنطقة زراعية بحتة وهي عبارة عن ارض طينية  واوحال ومنطقة رطبة لا يمكن ان يحفر تحتها نفقا فالأنفاق العسكرية
 يختار لها مكان اما رملي مع اسناد الجوانب الجدارية او صخرية او كلسية وتلك الصفات غير موجود بتاتا في هذا الموقع وأمر اخر ان رؤية مكان الانفجار هو عبارة عن حفرتان لصاروخين بعمق يزيد عن الاربع امتار لتمتلئ الحفرتان بالماء وتتطاير اشلاء الجنود والبناء الى مسافات بعيدة ,,
لو كان الامر تفخيخ من تحت البناية لهدت البناية على رؤوس ساكنيها وبمجرد ازالة انقاض البناء يتوضح كل شيء وتظهر جثث العسكريين سالمة كاملة والحال الى الان واليوم الرابع لم يوجد ولم يعثر على جثة لأحدهم .
منذ اكثر من ثلاث اشهر والعراقيين من الجيش والضباط الميدانيين يصرحون وينقلون صور ويظهرون للأعلام صور لأسلحة ومعدات عسكرية انزلت بواسطة المناطيد على عصابات داعش وتكاد تكون هذه العملية شبه يومية وأمريكا تنفي وأحيانا تتذرع ان الطائرات المصنعة في امريكا موجودة في الكثير من الدول التي اشترتها منها دول الخليج والأردن وبعض دول التحالف اي ان هناك اعتراف ضمني لكن هذه المرة ليست على يد الطيارين الامريكيين وهذا ما يسميه العراقيين (عذرا اقبح من فعل ) لأن الاجواء العراقية الان هي ملك لقوات الطيران الامريكي والطائرة المقاتلة العراقية اذا
 ارادات ان تطير لمعالجة بعض الاهداف عليها ان تنتظر اكثر من 12 ساعة للمعالجة بعد موافقة الامريكيين وهذا يعني اذا كان هناك رتلا مكتشفا من قبل  الاستخبارات العسكرية فأنه سيصل الى البحر المتوسط قبل ان تطير طائرة عراقية لمعالجته وهذا ليس تجني بل منقول من ضباط واختصاصيين في القوات العراقية والقوة الجوية ..
نفي من امريكا وعدم تأكيد الاخبار كما يقول المسئول الاول العراقي السيد العبادي الذي قال بالحرف (لم يثبت لدينا بالدليل) ولا اعرف الدليل الذي يريده القائد هل ينتظر من القادة الامريكيين ليركبوه احدى الطائرات ويرمون قنابلهم وهو ينظر بعينه ؟ اذا كان كذالك فالامر ليس بيده ولا بيد من ينقل له الاخبار الامر بيد ابناء العم سام المرحب بهم من قبل الحكومة العراقية وبرلمانها الشهم الهمام ,,
كيف تجرأت امريكا وتوجت فعلتها اخيرا بضرب القطعات العراقية وبهذه القوة والشراسة وبصواريخ قلما تستخدم في الطلعات الامريكية لمعالجة عصابة داعش ,,المتتبع للسياسة العسكرية الامريكية ربما سيعرف ان امريكا ستفعل فعلتها وبهذه الشناعة والوقاحة عاجلا ام آجلا وانا احد المتوقعين لذالك الفعل ولأكثر من مرة بمقالات نشرت في صحف عراقية محترمة ورصينة ,, اي حدث تقدم عليه امريكا وهيأت لعمله وخططت له وأقصد الاحداث الضخمة والخطيرة لا تفعله امريكا في وقته وحينه وستهيأ الارضية المناسبة له وستبعث برسائل جس النبض ولفترات طويلة قبل ان تفعله اي انها
 ستفعل افعال قبل هذا الحدث اقل وقعا منه وتراقب ردات الفعل من قبل الحكومات وما ستؤول له الامور وكم هي قوية او جادة تلك الردات على ذالك الفعل وهذا ما فعلته امريكا بالضبط ولمدة اكثر من ثلاث اشهر وهي تمد بطائراتها عصابات داعش بالمؤن والأسلحة والعتاد والغذاء وكل مرة تدرس ردة الفعل الحكومية وامريكا لا تعنيها اي كلام غير كلام الحكومات والحكومة المقصودة هي قمة الهرم اي كرئيس للوزراء او رئيس الجمهورية او النواب او قائد للجيوش وغير ذالك لا يهمها لو اذن حتى الصباح فأن امريكا لا تعير له اهمية ,, كررت امريكا تلك الافعال ولم تجد اي ردات فعل من
 الحكومة العراقية ولا تنديد فقط التنديد من هنا وهناك من اشخاص غير مهمين في الهرم السياسي العراقي حتى توصلت امريكا بعد كل تلك الافعال التحفيزية الى الفعل الاهم والمهم وهو الضرب المباشر للقوات العراقية وقتلت منهم العشرات وهي لا تنتظر من الحكومة العراقية اي تنديد شديد اللهجة او وعيد بطرد الامريكان من العراق فأن ذالك سينتهي من قبل الحكومة الى تشكيل لجان تحقيقيه لدراسة الحادث وأخبار الجهة المسئولة عن الاسباب ومن فعل ذالك وهذا بالتأكيد ما توقعته امريكا من الحكومة العراقية ..
لم تطلق امريكا بصواريخها تلك الا بعد ان تأكدت من ضعف ووهن الحكومة العراقية بالتنديد بالحادث وتأكدت ان مثل هذا الفعل لم يؤثر على سمعتها اعلاميا ولم تخرج اللجان التحقيقية المشكلة الى العلن لتثبت صحة التوقعات وتخبر الجمهور العراقي ليخرج هو الاخر الى الشارع ويهدد بمحاصرة السفارة الامريكية او طرد القنصل الامريكي في البصرة او في اربيل . اذن هو الاستسلام التام والكامل لأمريكا مما جعلها تتمادى وبقوة بمثل هذه الافعال التي لو حدثت في  مكان بالعالم لكان اسقطت حكومات وهدمت صوامع على رأس السفير الامريكي لكن في العراق الامر مختلف ..
غدر وخيانات ولعب بمشاعر الناس وعدم اكتراث بالدم المسال على الارض العراقية من شباب العراق اللذين قدموا لجبهات القتال من اجل طرد الارهاب ونشر الامن والأمان في المدن العراقية ليس إلا ..
اذن المسئول الاول والأخير هو الحكومة العراقية وبكل مؤسساتها لو ان هؤلاء المسئولين اتخذوا موقفا حازما من صغار افعال امريكا لما تجاسرت بالأفعال الكبيرة التي يراق بها الدم العراقي وبدون رحمة ولو ان الامر لم ينتهي بعد وأن امريكا موجودة في العراق وما ستفعله لم تنهيه بهذه الفعلة فقط بل ستنتظر لفترة لتدرس نبض الحكومة والشارع اذا كان كما هو عليه من حدث الامس فأنها ستقوم بحدث لم يتوقعه احد في الغد ربما سيصل الى انزال قوات عسكرية على الارض العراقية في مناطق آمنة ليس لحماية العراقيين من طائفة ما بل لتقسيم العراق والنيل من سيادته وشعبه
 وحكومته وان غدا  لناظره قريب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب