23 ديسمبر، 2024 3:11 ص

ضرورة وأهمية تطهير ساحات التظاهر

ضرورة وأهمية تطهير ساحات التظاهر

بسبب من الاحداث والتطورات الناجمة والمتداعية عن الاحتلال الامريکي للعراق والظروف والاوضاع التي طرأت وإستجدت من جراء ذلك وعملت على إیاحة دور غير مسبوق لإيران في العراق الى الحد الذي صار هذا البلد وبسبب من ذلك متأثرا أشد التأثير بنظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران ولاسيما بعد أن أصبح هناك کما نعرف جميعا أحزاب وميليشيات تدين بالبيعة والطاعة علنا لهذا النظام، وبسبب من العلاقات غير العادية القائمة بين هذه الاحزاب والميليشيات والنظام الايراني فإن العراق صار متأثرا أشد التأثير بالاخير وحتى صار في الاحيان هناك تشابه وتطابق ملفت للنظر في معالجة العديد من المشاکل والازمات والامور في اللبلدين.
لئن کانت التشابه بين هذين الطرفين کثيرا جدا ولکن لايمکن التغاضي عن إن التشابه في عملية مواجهة الخصوم والاعداء والرافضين لهم هو الاقوى والاکثر تطابقا من کل الجوانب، ولأن نظام الڤمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ البدايات کان نظاما مکروها ومرفوضا من جانب الشعب الايراني وواجه الکثير من النشاطات والتحرکات الاحتجاجية إضافة الى إنتفاضات عارمة، وقام بإتباع شتى الطرق والاساليب والمخططات المختلفة من أجل مواجهتها وقمعها، فقد أصبح له وبسبب من ذلك خبرة غير عادية في الممارسات والتجارب القمعية وبشکل للتصدي للتظاهرات والانتفاضات، وهو أمر فضحته على الدوام المقاومة الايرانية وکشفت عنه وکيف إن هذا النظام يقوم بالتغلغل من خلال قوات حرسه وميليشياته أو حتى عملائه بملابس مدنية من أجل الالتفاف على تلك الاحتجاجات والانتفاضات وإجهاضها أو يقوم بعمليات الخطف والاغتيال بطرق متباينة، وهذه التجارب الاجرامية تقوم أذرعه من الاحزاب والميليشيات التابعة له في البلدان الخاضعة لنفوذه بتطبيقها حرفيا، ولعل ماجرى ويجري في العراق بشکل خاص بهذا الصدد من أجل مواجهة التظاهرات العراقية العارمة الرافضة لدور ونفوذ النظام الايراني في العراق وکذلك الدور المشبوه وغير المسٶول للميليشيات والاحزاب التابعة له، قد أثبت ذلك بکل وضوح.
هذه الاساليب والطرق الملتوية والمشبوهة التي إتبعها وطبقها النظام الايراني بحق التظاهرات والاحتجاجات المختلفة للشعب الايراني والتي تعيد الاحزاب والميليشيات التابعة له في العراق بإعادة إستنساخها وتطبيقها تحت إشراف أفراد من قوة القدس الارهابية المتواجدين في العراق، باتت مکشوفة ومفضوحة بالنسبة للعراقيين، ولعل ماقد کشف عنه ناشطون عراقيون في مجال التظاهرات مٶخرا عن توجه لإعادة تقييم تجربة السنة الأولى من التظاهرات وتشخيص إيجابياتها وتقويم سلبياتها بما يضمن سلامة وسلمية الحركة الاحتجاجية، وأشاروا الى أن من أولويات المرحلة القادمة تطهير ساحات التظاهرات من أتباع الأحزاب الفاسدة التي عملت وما زالت تعمل على تشويه الأهداف الحقيقية لانتفاضة تشرين، أكدوا أن التنسيق بين ناشطي المحافظات المنتفضة متواصل من أجل التحشيد لإطلاق مليونية 25 تشرين الأول . وبإعتقادنا فإن هذه خطوة ضرورية جدا ولها أهميتها الاعتبارية لأنها تقوم بقطع الايادي الدخيلة والمشبوهة في الحراك الشعبي العراقي وتوحد الجهد الوطني من أجل کل مافيه خير ومصلحة الشعب العراقي.