-1-
في العراق الجديد قفزتْ رواتبُ المسؤولين الى أرقامٍ مُبَالغٍ فيها للغاية ، دون أنْ يكون لذلك اية مبررات معقولة ..!!
وأُردفت الرواتب العالية بمخصصات ضخمة ، ناهيك عن الايفادات والانفاقات التي تقطر سَرَفاً …
-2-
وبقيت رواتبُ معظم موظفي الدولة ضئيلةً بالقياس الى رواتب الرؤساء والوزراء والنُوّاب وأصحابِ الدرجات الخاصة …
وهذا ما سبّب لوناً من الغَبْن وأثار الكثير من السخط والتبرم ،
مضافا الى ما كرّسه من تفاوت طبقيّ بين العاملين في اجهزة الدولة ومؤسساتها …
وهذا مالا يُحمدُ ولا يُستساغ .
-3-
وتصاعدت النقمة الشعبية، حيث هناك الملايين من العراقيين تحت خط الفقر، وهم يصطلون بنيران الفاقة والحرمان، ويعجزون عن اشباع حاجاتهم الضرورية …
-4-
وجاءت دعوة الدكتور العبادي قبل أيام لتخفيض رواتب المسؤولين، في اربعينية الراحل الكبير المرحوم العلاّمة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي – المعروف بزهده الشديد وبُعده الأكيد عن كل مظاهر الترف والسرف – لِتُستقبل بترحاب كبير ،لامِنْ قِبَلِ المواطنين العراقيين فحسب بل من قبل بعض المسؤولين أيضا ، بعد أنْ ثَبت للجميع أنّ بقاء الرواتب الضخمة على حالها، لا ينسجم أبداً مع سياسة التقشف المعلنة من قبل الحكومة الآن، بسبب تدني أسعار النفط من جانب ، والعجز الكبير في الموازنة والنفقات الباهظة للمجهود الحربي في منازلة التكفيريين الأوباش من داعش …
-5-
وعلت الأصوات باتجاه إعدادِ مسودةِ قانونٍ لتخفيض الرواتب العالية لكبار المسؤولين، وارسالها الى مجلس النواب لتأخذ طريها الى التنفيذ العملي ، بعد أنْ استسحنها المخلصون الوطنيون جميعا .
-6-
انّ الموقف من “المال الحقيقي” يعتبر من أكبر المؤشرات على الهُوية الحقيقية للمسؤول ، فمتى ما كان حريصاً على صيانَتِهِ، شديدَ الحذر من التفريط به ، دلّ ذلك على وطنيتِه وأمانتِه واحساسه العالي بالمسؤولية، وتلك من أكبر المناقب دون شك ، وبها يستوجب التقدير والاكبار .
-7-
ولكي لا نغمط حق المخلصين ، نشير هنا الى أنَّ هناك من تطوّع للخدمة ، في بعض مؤسسات الدولة من دون أنْ يطالب بأجر على ما يقدّمه من خدمات …
وهؤلاء لايذكرهم ذاكر ..!!
وقد يُتَّهَمُون بأنهم انما صنعوا ذلك من أجْلِ مصالح وغايات خاصة ..، بَدَلَ أنْ يشكروا ويُقدّروا ..!!
-8-
واذا كان الاعتدال والتوازن ممدوحيْن، فانّ الطمع والجشع مذمومان بكل المعايير والموازين .
-9-
وأخيراً :
فانّ الرواتب الضخمة ،والقصور الفخمة ، والمصفحات الحديثة ، والحمايات والحراسات التي تحفّ بالمسؤولين ، انما تُشدّد عليهم الحساب عليهم يقوم الناس بين يديْ رب العالمين ، وينادي المنادي :
{ وَقِفُوهُمْ انّهم مسؤولون }