23 ديسمبر، 2024 3:52 م

ضرب القاعدة أم تنفيذ المخطط الايراني

ضرب القاعدة أم تنفيذ المخطط الايراني

حاولت وسائل الاعلام المدعومة او التابعة لرئيس الوزراء نوري المالکي تصوير”غزوته”الاخيرة للأنبار و الفلوجة و کأنها مسألة أيام و بعدها يعود متوجا بأکاليل الغار، لکنه لم يعلم بأن الانبار ستکون بمثابة رمال متحرکة سيعلق فيها و لن يخرج منها مزهوا متمخترا کما دخل إليها اول الامر.
الازمة التي إنفجرت في الانبار بصورة استثنائية بعد أن مرت شهور طويلة و هي تغلي بالرفض و الغضب ولکن من دون الاقدام على أية تحرکات تضر او تمس الامن او الصالح العام، تبدو وکأن المالکي حاول إستغلالها ليجعل منها الشماعة التي يعلق عليها کافة أخطائه و إنتکاساته السياسية و الاقتصادية و الامنية، لکنه لايعلم بأن الانبار من الممکن أن تصبح الواجهة التي تفتضح فيها کافة أخطائه أمام الملأ.
أحداث الانبار التي يبدو أن المالکي قد تمکن الى حد ما من خداع الامريکيين و التمويه عليهم عبر زعم محاربته للقاعدة هناك، وفي نفس الوقت يقوم من زاوية أخرى بتنفيذ المخطط الذي عهد إليه أثناء لقائه الخاص بمرشد النظام الايراني خامنئي، ذلك اللقاء الذي تم فيه وضع النقاط على الحروف من جانب خامنئي نفسه ولم يکن المالکي سوى بموقف التلميذ المنصت لأوامر و توجيهات معلمه.
الاوضاع في العراق و التي تسير جميعها و بسبب من السياسات غير الرشيدة و الصائبة للمالکي نحو المزيد من التأزم، يبدو أن الاطراف العراقية المختلفة قد بدأت تشعر بوطأة الامور و لذلك فقد إرتفعت الاصوات تطالب المالکي بتحديد موعد او سقف لعملياته العسکرية في الانبار، وان المالکي الذي کما يبدو دخل نفقا ليس من السهل الخروج منه ولهذا فإنه ليس بإمکانه أبدا أن يحدد موعد إلا في حالة مبادرته لتقديم تنازلات لأهالي الانبار وهو مايحذر منه ولايتمکن من الاقدام عليه من دون موافقة أو ضوء أخضر من طهران، لکن الاخيرة من الصعب جدا أن توافق على مثل هذا الامر لأناس يبذلون کل مابوسعهم من أجل تحديد نفوذها في بلادهم.
المالکي حاليا أشبه مايکون بالعالق في الانبار و يحاول بمختلف الوسائل و السبل الخروج منها بغنيمة ما، لکن يبدو ذلك في حکم المحال، وان الکثير من الملفات الاخرى التي قد ترکها شبه معلقة سوف تعود لتقف بوجه طموحاته لنيل ولاية ثالثة، والاهم من ذلك أن الامريکان قد لايبقون مخدوعين الى النهاية بهذه اللعبة في الانبار!
[email protected]