لا زلنا نسمع عن الكثير من الوقائع في إهانة الطالب من خلال إهدار كرامة الطالب أمام زملائه او معلميه بالتلفظ بالمفردات الجارحة او النعت بصفات منتبذة او السخرية او الوسيلة المهينة الأكثر شيوعا و التي تترك الأثر النفسي و الجسدي و هي ضرب الاطفال في المدارس. فبالرغم من القرارات الحكومية التي تمنع ذلك و الندوات التوجيهة من منظمات حقوق الإنسان التي تساهم في توعية المجتمعات على أهمية إستخدام وسائل تربوية و توجيهية للطالب لتقويم المستوى العلمي عدا الضرب حيث أن العكس سوف يعكس ضعف شخصية المعلم و ضعف ثقافته و ضعف معرفة شخصية الطالب و إفتقاره لمهارات التأديب و التحفيز و توضيف طاقاته بالطريقة الصحيحة من خلال غرس السلوكيات الحميدة بسرد قصة لها عبر و تتفق ضمنياً مع موقف حصل للطالب و تساهم هذه الطرق بالحفاظ على هيبة المعلم و وقاره أمام طلبته. و ترجع ضاهرة ضرب الطلاب تأريخيا إلى أيام الكتاتيب و المدارس القديمة حيث كان شائعاً وقت ذاك عقوبة (الفلقة)، و هذا السبب هو ما يرجحه المعلم كوسيلة لتقويم الطالب سارداً أمثلة لأسماء درسوا أيام الكتاتيب و أصبحوا أمثلة يُحتذى بها على المستوى العلمي. و كسلوك إنساني، فإن هذا الضاهرة غير مقبولة من المنطلق الإنساني لمفهوم التعامل الصادر من الكبير الذي يمكتلك القوة و السلطة إلى الصغير الذي يفتقر لعوامل القوة و لا حول له و لا قوة غير القبول بأي شكل من الأشكال، و التي تترك أر تربويا سلبيا على الطالب حيث أنها أحد العوامل في كره الطالب للمعلم و بالتالي للمدرسة، الشرود الذهني و ضعف التركيز و هذا ما يقود إلى ضعف المستوى التعليمي للطالب و قد تتنامى لديه روح الإنتقام، فليس من المنطق معالجة عوامل سلبية بأفعال سلبية تعطي إنطباع قد يستمر طيلة حياة الطالب عن إسلوب المعلم في التعامل الجاف و غير الإنساني و هذا ما يقودنا إلى عواقب مجتمعية كارثية قد تُتوارث جيللا بعد جيل و هذا ما نلمسه اليوم كعامل مكمل للميول نحو السلبية و تسرب الطالب من المدرسة و بالتالي إفراز عناصر غير مؤهلة للمجتمع و بالتالي إنشاء جيل متشرد بعيد عن الثقافة، جاف التعامل، عدواني المشاعر و قد تؤدي عوامل سلبية مجتمعية أو إقتصادية إلى إنجرافه لعالم الجريمة و بهذا نكون إبتعدنا كل البعد عن مقولة أمير المؤمنين الإمام علي إبن أبي طالب عليه السلام (علموهم و أدبوهم) من غير الإشارة بأي صورة إلى إستخدام العنف في التعامل و من هذا المبدأ فإن الأثر الراسخ في ذاكرتنا عن معلمينا في مختلف المراحل و الذين إستخدموا أسلوب شخصياتهم الموقرة و أثرها على نفس المتلقي فكم من معلم ساهم في ترك أثر شخصيته على تكوين شخصيات طلبته و صقلها و بالتالي أنشأ جيلا قدوته معلمه.