في بداية إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، کان حديث وسائل الاعلام الايرانية وتصريحات القادة والمسٶولين الايرانيين تدور کلها حول الاحتجاجات الشعبية التي تشارك فيها مختلف شرائح الشعب الايراني، ولکن ومنذ عدة أشهر بدأ نمط حديث وسائل الاعلام هذه وتصريحات القادة والمسٶولين يطرأ عليه تغيير ملفت للنظر، حيث الى جانب تناول الاحتجاجات فقد إستجد أمر آخر وهو نشاطات معاقل الانتفاضة التي يقودها أنصار منظمة مجاهدي خلق، حيث باتوا يرکزون عليها ويتناولونها بطرق وأساليب مختلفة ولکن وفي الخط العام تأکيد على إن هذه النشاطات باتت تشکل مشکلة وعقدة جديدة مستعصية على النظام.
لماذا إضطرت وسائل إعلام الايرانية وقادة ومسٶولون إيرانيون لذکر وتناول نشاطات معاقل الانتفاضة على الرغم من إن منظمة مجاهدي خلق هي التي تقف خلفها؟ الإجابة التي لامناص منها هي إن هذه النشاطات کانت مٶثرة وفعالة لکونها مستمرة ومتواصلة دونما إنقطاع ولإنها لاتقتصر على مکان أو محافظة أو مدن إيرانية معينة بل إنها تغطي سائر أرجاء إيران وهي ليست بذلك الشکل والنمط الذي يمکن التغطية والتستر عليه بل إنه على العکس من ذلك تماما، ولأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وأجهزته الامنية يحذرون ويتخوفون کثيرا من التأثيرات النفسية والمعنوية لهذه النشاطات على الشعب الايراني خصوصا وإنها تستهدف مقرات قوات الباسيج القمعية وأماکن أخرى مشابهة لها الى جانب إنها تستهدف کل الصور والشعارات التي تمجد النظام الايراني وقادته وبشکل خاص خميني وخامنئي، ولذلك فقد إضطروا خانعين ورغم أنفهم من أن يتناولوا نشاطات هذه المعاقل التي تدك مراکز ومنشئات النظام دکا ولکن باسلوب وطريقة التقليل من شأنها کما هو عادتهم دائما، ولکن الشعب الايراني الذي صار يعرف مدى تمادي هذا النظام في عمليات الکذب والخداع والتمويه وخصوصا ضد منظمة مجاهدي خلق، فإنهم صاروا يعلمون بأن المنظمة قد دخلت على خط المواجهة المباشرة ضد النظام.
لم يکن هناك أي داع لدهشة وتعجب البعض من رد الرئيس روحاني على سؤال حول إمكانية تغيير النظام، عندما أشار الى إن المعارضة الرئيسية المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق قد لعبت دورا أساسيا في إنشاء”وحدات مقاومة”بحسب وصفه الى جانب قيادة وتنظيم ودعم الاحتجاجات. فقد صارت نشاطات وتحرکات منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران بمستوى وحجم لم يعد بإمکان الاجهزة الامنية الايرانية من التصدي لها وإنهائها ولاسيما بعد أن صارت تغطي سائر أرجاء إيڕان دونما إستثناء وتحظى بدعم وقبول شعبي غير عادي، ولاغرو من إن ماتقوم به منظمة مجاهدي خلق ومن خلال معاقل الانتفاضة، هو بمثابة ضرب تحت حزام النظام وهکذا ضرب مستمر سيٶدي حتما ليس الى إضعاف النظام وإنما حتى الى التمهيد لما هو أبعد من ذلك بکثير!