22 نوفمبر، 2024 6:17 م
Search
Close this search box.

ضحايا الشهوات

من الأمور الضرورية توجيه الانظار إلى الضحية ومحاولة التعريف بالمجرمين ليتم تحذير الضحايا عن كيفية الاحتراز وعدم الوقوع في شراك المجرمين ، وهذا الأمر ينطبق على المدركين لهذا المعنى ومن بيده زمام المبادرة للتخلص من الجناة لكن الضحية التي سنتناولها لاتمتلك القدرة على مقاومة ومجابهة الجاني وذلك لان عائدية القرار ليس بيدها ، ولذا فان الضحية اذا ما علمت في وقت لاحق بٱلية الظلم التي وقعت عليها لربما تتحول إلى جاني نتيجة ما ارتكب من ظلم وتعسف تجاهها.
ظاهرة وأد البنات لم تكن بالامر الممنوع لدى المجتمع العربي الا ان جاء التبشير الاسلامي ومنع مثل هكذا فعاليات وممارسات مترسخة لدى المجتمع الجاهلي ، وبعد مرور مئات السنين الا ان البعض لازال متمسكا بتلك المواريث و ان القضية اصبحت مختلفة بعض الشيء فالضحية اليوم بات ذاك الجنين الذي يولد نتيجة المعاشرة غير الشرعية ويصبح مجرد مولود بلا معنى لدى مرتكبي ذاك الجرم ليرمى في المزابل أو على ابواب بيوتات الناس للتخلص منه ويصير ضحية لتلك الشهوة التي لا تتعدى سوى بضع دقائق .
لم يكن الاهتمام بالضحية واردا ولا يتم التركيز على الجريمة وعلى الجاني والمجنى عليه ، ففي اوربا وفي منتصف القرن الماضي أشار العالم الإيطالي جريسبيني (Jerispina) إلى ضرورة دراسة دور الضحية في إنتاج الجريمة ، ويرى أن المجني عليه ليس طرفاً سلبياً في العملية ، وهذا الرأي يؤكد ان الضحية غالبا ما يكون طرفا ضعيفا في الجريمة.
لذا فأن العراق مر بمنعطفات خطيرة وكثيرة نتيجة الحروب وخلفت ضحايا على كافة المستويات من ايتام وارامل ومشردين الا ان حرب داعش ولدت ضحايا من ذات النوع الذي تحدثنا عنه وهو ولادة أبناء غير شرعيين نتيجة المعاشرة غير الشرعية من قبل التنظيم الارهابي مع كثير من نساء المناطق التي احتلت حتى وصل العدد إلى اكثر من 45 الف طفل مشرد في المخيمات دون بيانات لهم بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.
ومن هذا الباب نخرج بنتيجة مهمة الا وهو أن هؤلاء اذا ما تتم رعايتهم واحتضانهم من قبل الدولة والمؤسسات الخيرية فأنهم سيتحولون إلى قنبلة موقوتة جاهزة لكل عمليات الاجرام بسبب ما يكنه من حقد تجاه كل مظاهر الحياة ، كما ان على الحكومة تشديد إجراءاتها في تتبع الجناة ممن مارس الرذيلة تاركا خلفه الضحية.

أحدث المقالات