يوم أمس الماضي كنت في حضرة الإمام علي ” عليه السلام ” أقوم بإداء مراسم الزيارة والدعاء للعراق وأهله بالفرج وطلبت من الله تعالى أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة المبتلاة بحكم الفراعنة والطواغيت والجبابرة والكهنة والمتاجرين والسراق بإسم الدين, وبينما كنت منشغلاً بمراسم الزيارة لفت انتباهي أمر مهم جداً لعله غفل عنه الجميع وهو :لاحظت إن كلما تم إدخال أحد ضحايا الحشد إلى ضريح الإمام علي ” عليه السلام ” وعند أول لحظة الدخول من الباب ترتفع أصوات من يحملون هذا الشهيد بالهتاف ” تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني ” وهذا الأمر تكرر مع كل شهيد يؤتى به إلى ضريح الإمام علي ” عليه السلام ” وبنفس الآلية حيث يستمر هذا الهتاف إلى حين إخراج هذا الشهيد أو ذاك من مرقد الإمام من باب الخروج ! ولم تكن هناك أي هتافات أخرى غير هذا الهتاف ولم نسمع تكبير أو تهليل أو صلوات فقط ” تاج تاج ” !!.
وهذا ولد عندي شك بأن هذا الأمر ليس ردة فعل طبيعية وإنما هو عمل تم التهيئة له من خلال إصدار أمر أو توجيه في حال إدخال أي شهيد إلى الضريح الشريف يجب أن تتعالى الأصوات بهذا الهتاف, وما يؤكد ذلك هو التشابه التام في كل الخطوات التي يقوم بها حملة توابيت الضحايا ومن معهم ومن يرافقهم, بحيث لو كان الأمر عفوياً لما تشابهت الطريقة والآلية في الهتاف والترديد به عند نقطة الدخول وعند نقطة الخروج.
الأمر الآخر, يراد من هذا التوجيه إعطاء قدسية وهيبة للسيستاني على حساب الأئمة المعصومين ” عليهم السلام ” بل حتى على الذات المقدسة, ما يؤكد ذلك هو : ن المعروف عن الشهيد بصورته الاعتبارية العامة وحتى الموتى العاديين عندما يتم تشييعهم يتم ترديد التكبير والتهليل والصلوات وليس شعارات تمجد اشخاص لا فضل لهم على الاسلام او على المجتمع سوى الموت والهلاك والفساد والطائفية.
وهذا الأمر فيه خلاف للمشهور والمتعارف عليه عند المسلمين الشيعة, حيث تسالم المسلمين الشيعة على إن كل من يعتقدون بأنه شهيد بأنه ولي من أولياء الله تعالى وعند حمل جثمانه والسير خلفه لا يتم ترديد أي شعارات أو هتافات وإنما يكون الذكر هو فقط تكبير الله سبحانه وتعالى والتهليل والصلوات وطلب المغفرة من الله تعالى لهذا الشهيد, لكن ترديد شعار يمجد شخص ” متخلف عن الجهاد ” ولا يعمل به على الرغم من انه واجب في نظره هذا فيه اولا ظلم لهذا الشهيد لأنهم جعلوا دماءه في سبيل السيستاني وليس في سبيل الله وبدليل شعار ” تاج تاج …” وهم يقدمون هذا الشهيد قرباناً للسيستاني وليس لله سبحانه وتعالى