ضجيج اعلامي – دولي لحل قضية غزة .!

ضجيج اعلامي – دولي لحل قضية غزة .!

اذا لم تتّسم مفردة ” ضجيج ” بالتوصيف والدقة المتناهية ( لغزارة هذا الضجيج ) فيمكن استبدالها ” بالتركيز المكثف والمكررّ والإبراز شبه المجسم اعلامياً ” لحل او حلحلة قضية غزة .!

المسألةُ ابتدأت قبل نحو 3 أيام حين اعلنت بعض الميديا الإسرائيلية عن نيّة نتنياهو لإنهاء حالة الحرب في غزّة كتمهيدٍ لضمان نجاحه المفترض في الإنتخابات المقبلة . سرعان ما صدرَ وانتشر هذا النبأ الأسرائيلي , حتى فوجئ الرأي العام العالمي ” وبضمنه الأمريكي ” بتصريحٍ مُدَوٍّ للرئيس ترامب بقوله : < أنّ الحرب في غزّة يمكن ان تنتهي خلال اسبوع > , واعقب ذلك تصريحٌ آخرٌ بثّته القناة 13 الإسرائيلية , تنقل فيه خبرٌ من مكتب نتنياهو ينفي فيه الأتفاق بأنّ الحرب ستنتهي خلال اسبوعين < ولعلّه يقصد انّ ذلك يتطلّب اكثر من اسبوعين او اقلّ قليلاً > .!

ووفقا لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية المكررة او التي يجري اعادتها بصيغٍ متقاربة في اسلوب ” التحرير الصحفي ” , فإنّ حركة حماس سوف تحرر او تطلق سراح كافة الرهائن الإسرائيليين  المحتجزين لديها .! مع جزئيّةٍ اخرى بأن سيجري تأمين خروج قادة حماس ” من شبكة الأنقاق المعقّدة ” الى خارج القطّاع < وكأنّ البساط الأحمر سيجري فرشه لأولئك القادة عند خروجهم الى سطح الأرض او فوقها .! من اللافت ايضا أنّ كلتا الميديا العبريّة والأمريكية لم تذكر وحتى لم تتطرّق الى العدد الإفتراضي او المفترض من الأسرى الفلسطينيين في سجون اسرائيل ” وهذه نقطة ستراتيجية “.! واذا ما وافقت حركة حماس على هذا العدد قبلَ مفاتحتها به .!

  هكذا توالت هذه الأخبار المتسارعة  ومن دون ايّ اتصالاتٍ ووساطات تمهيدية تحمل في طياتها الجديد والمستجد من مصر او قطر لإقناع قيادة حركة حماس في الخارج والقبول بها , وبدا أنّ المسألة اعتمدت او ارتكزت على بعض الأتصالات الهاتفية غير المعلنة ” ولا نقول عبر مسجات ” ! ليغدو الأمر بأنّ المعارك والحروب يجري وقفها عبر اجهزة الهاتف .!

هذا الضجيج الإعلامي حملَ في ثناياه أنّ حلّ قضية غزة سوف يرتبط بالأتفاق الأبراهيمي والتطبيع بين اسرائيل والمملكة السعودية .! والتي ترفض مثل ذلك او سواه بشكلٍ قاطع وساطع .

لا ندري وقد لا يدري سوانا لماذا هذا الإستخفاف بحركة حماس ومحاولة انتزاع موافقة ضمنية منها ” لم تعلن عنها ” عن هذا السيناريو , بالرغم بأنّ بعض المسؤولين الأمريكان ذكروا بأنهم سيجرون مباحثات مباشرة مع قيادة حماس , بينما تدرك حماس والعرب وكلّ العالم أنّ المسألة ترتبط اولاً وآخراً بعملية إفراغ وإخلاء مدن قطاع غزة من كافة سكانها , وتهجيرهم الى دول متّفق معها ومدفوعة الأجر مسبقاً ولاحقاً .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات