18 ديسمبر، 2024 7:53 م

ضجة في صف الفرانكفونيين العرب

ضجة في صف الفرانكفونيين العرب

من يتابع الأخبار يفهم حقيقة وعمق محنة الفرانكفونيين العرب الذين أسقط بأيديهم وهم يشهدون انهيار الغرب السياسي والاقتصادي، أما الثقافي والأخلاقي فقد سقط قبل ذلك بكثير. والفرانكفونية هي مؤسسة استعمارية بثوب ثقافي، والاستعمار هو من أقذر ما مارسه الإنسان الأبيض (الأوربي / الانكلوسكسوني) الإمبريالية هي رؤية ومحاولة أكثر تحضراً مارسوا عبرها نهب وقتل العالم، وذروتها كانت العولمة (Globalisation) والتي نتمتع بشاهدة فصول احتضارها المجيد .

فرنسا حاولت أن تقلد بريطانيا “العظمى” التي سبقتها في تأسيس (الكومنولث) في محاولة بائسة للحفاظ على هيبة امبراطورية هزمت وتضاءلت. وفرنسا التي تصر أنها عظمى رغم أنها تحطمت في كل مرة حاولت أن “تتعاظم” وأن “تتعملق” كسيدة عجوز تأبى أن تصدق أن وقتها قد فات، ومحاولات التجميل سخافة ومهزلة ومدعاة للضحك ..!
ــ الإنكيز حرامية مهذبين، على طريقة النشالة المحترمين الذين يسرقون الهواتف والمحافظ بطريقة تبدو بريئة، ويعتذرون أذا أمسكت بهم متلبسين.
ــ الأمريكان، عبارة عن زعران وشقاوات العصر، همج ومتخلفون وسليلي المجرمين والقتلة بستخدمون منجزات العلم والتقدم في أغراض الشر، ممن هربوا لأميركا واتخذوها وطناً، فأستلموها أرضا بكراً غير مستغلة وأسسوا امبراطورية الشر. وسينتهون لأن هناك شيئ أسمه أميركا، ولكن لا يوجد أمريكيون ..!
ــ الفرنسيون، انحرفوا عن مبادئ الثورة الفرنسية على يد ضابط وغد مغامر (نابليون بونابارت) قادم من جزيرة شبه قاحلة تدعى كورسيكا، وفعل كل شيئ من أجل الفوز، عين نفسه القنصل العام، ثم ملكاً وامبراطوراً، ثم لبس العمامة، ولبس القلنسوة اليهودية، إلى أن لقي حتفه في جزيرة نائية في المحيط الأطلسي.

الفرنسيون، فهم حاولوا إلباس المجرم واللص ثوب مثقف متحضر … شيخ عربي من المغرب أستمع لجنرال استعماري فرنسي يوعدهم بالبناء والتعمير والمدارس والتحضر … والشيخ العربي يتأمل ويفكر ، فقاطع الجنرال بكل صدق ” كلامك يا جنرال جميل ويعجبني أن أصدقك، ولكن أرى أنك جلبت مع مدافع وقنابل ومدرعات للنسف والتخريب “. بهذه البساطة الشديدة جداً عرى هذا الشيخ فخامة الجنرال الذي يرتدي القفاز الأبيض كريستيان ديور، ولكنه يمارس أقذر أصناف الجرائم ..

ولكن في كل بيت(وليس بيتنا فقط) هناك مكان ترمى فيها المهملات والقاذورات، وفي بيتنا يفتش الفرنسيون في مكب النفايات عن مهملات تحب : المال، الشهرة، تسهيل أمورها الحياتية، مخالفة الرأي السائد، أو مصابين بأمراض نفسية .. أو ضعاف الشخصية سريعي الاهتزاز مصابين بعقدة الخواجة .. أو …. الله أعلم وهؤلاء يسهل تجنيدهم، فتتولى دوائر معينة بتلميعهم وتلقينهم وزجهم في معترك الحياة .. يفضلون طرح أنفسهم كمثقفين، وفي الحقيقة هم أنصاف مثقفين، لا يتمتعون سوى بالقدرة على التبجح ومخالفة الرأي والجسارة في معارضتهم بلادهم ومسيرتها النهضوية، والالتحاق كخدم مثلهم في ركاب الغرب .. والركض وراء سراب وهمي أسمه الديمقراطية …!

الفرانكفوني لا يتعب نفسه ويسأل إذا كان الغرب كريما لهذه الدرجة فلماذا يسرق بلداننا .. وإذا كان حقا مؤمنا بالفكر، فلماذا يستخدم القوة بكثرة .. وإذا كان ديمقراطيا حقاً فلماذا يعارض أفكار الآخرين لدرجة التحريم : الاشتراكي (الماركسي) حرام، القومي حرام، الإسلام حرام …! فماذا تبقى للحلال ..؟ إلا نسخ مستنسخة منه ..!
اليوم نشهد تراجع واضمحلال الأنظمة الرأسمالية الكبيرة منها ولواحقها. الرأسمالية تحتضر .. لأنه لم يبقى لها شيئ تفعله .. عصر الاستعمار أندثر، عصر الامبريالية أنحدر، عصر العولمة أنتحر … الفاشية عقلت من قدميها في الميادين العامة، النازية انتحرت بالسيانيد وأحرقت جثتها ب 200 لتر بنزين .. وهذه أبرز منتجات الغرب الرأسمالي، النظام تعب ..تعب لأنه عاجز عن التوسع، حاولوا التمدد هنا وهناك وفشلوا.. ووولوا هاربين، اليوم أكثرهم صفاقة يعلن أنها النهاية … هناك بعض الحيوانات إذا منعتها عن الحركة تموت … الرأسمالية في كافة مراحلها وأشكالها إن منعتها عن التوسع تحتضر … وفق قاعدة ” من لا يكبر .. يصغر) فبدون ثروات أفريقيا الذهب واليورانيوم تصبح فرنسا دولة أقل من عادية ..

بقي عندهم الفيلق الاحتياطي من المشدوهين والمندهشين … فاغري افواههم من البلاهة يتمنون أن يصبحوا ذيولاً .. هذا الفيلق الاحتياطي من الفرانكفونيين العرب يجري اليوم تشغيله … وسيندحر …!