23 ديسمبر، 2024 2:41 م

ضاعت الدجاجة..فمن يبيض..!!

ضاعت الدجاجة..فمن يبيض..!!

عندما كنا شباب كان بعض اصدقاؤنا من رواد الفلسفة يقتحمون عقولنا في معادلة ليس لها حل من خلال طرح تساؤلات تربكنا..واتذكر منها ..هل الدجاجة خلقت اولا ام البيضة..!! ويبقى كل واحد منا يدلي بدلوه الى ان نصل لحقائق لا ترضي الآخرين او ترضاهم.. ثم نكرر الحوار والنقاش مرة أخرى في حوار لن ينتهي .. ويبدو نحن الآن في زمن ضاعت فيه الدجاجة وحتى البيضة من خلال مسلسل مربك لا نفهم أوله من اخره..
 
عندما كانت الطيبة هي القاعدة في الزمن الجميل ..لم يغتال الفرح والبساطة الا نادرا جدا لأنه حتما سيظهر لك في اعتى الظروف المصلح الاجتماعي وقد يكون من بين اعتى المغاليين أو ابسطهم.. ويوقف التردي والاختلاف اللامبرر على اية حقيقة تجعلنا نغادر القيم العليا التي ينشد لها الجميع بغض النظر عن الادلجة التي في بعض الاحيان تسرق الواقع.
 . تلك الحقب الزمنية التي مرت لم نر فيها خراب النفوس رغم شدة العوز .. فالسراق يحسبون على عدد الاصابع أو اقل منها.. لأن هناك مفاهيم اخلاقية خالدة لايمكن لأي عقيدة أو منهج تجاوزها ..وهي التي تمارس فعلها دون رقيب .. فالعدالة والنزاهة والضمير الحي اساسيات التحرك أو بديهيات
.. في الحقبة العارفية برزت  شخصية قيل عنها الكثير وضربت فيها الامثال .. لمجرد امتلاكه اسهم في شركة ترفيهية لللعاب.. فسمي (ابو فرهود)..واصبح حديث الشارع العراقي البسيط باستغراب وتعجب..لندرة السراق والجشعين.. والان ونحن نمر في اخطر ازمة تهدد الكيان العراق من حالات افتعلت ضدنا..الدواعش وهم يحطمون كل شي يصلون اليه بشكل همجي قل نظيره..وفساد مالي واداري لم يشهده العراق من قبل..ففي اقسى الظروف.. سابقا عندنا أن السرقة حرام..ومن العيب ان تطعم عائلتك من السحت الحرام.. والهروب من المعركة جبن ووصمة عار .. لذلك بقى العراق متماسكا قويا.موحدا, نعرف ان هناك لعبة استحدثها الغزاة حين استباحوا ارضنا.. وكيف نشروا ثقافة الفساد بشكل مخيف.. واصبح الشريف شاذا والسارق صاحب  القرار .. لكن كيف السبيل للتغيير حتى نمضي .. حتى لا يضيع الوطن في آتون الصراعات السلطوية والعراك على ما تبقى من اموال العراق .. اكيد هناك من يعي أنه بلا عراق يعني بلا هوية أو ملامح..هناك نزيهون حتما ..سيقفون بوجه من يحاول تمزيقنا وسرقة قوتنا .. ولن تضيع خبزتنا مادام ورائها مطالب.