لكي تكون يجب أن تصون , والصَون يعني السيادة والكرامة والقوة والقدرة على تحقيق الإرادة.
والمجتمعات البشرية منذ الأزل وستبقى إلى الأبد في مسيرة التصارع ما بين “صُن وكن” , فالذي يريد أن يكون يعني أنه يسعى لإمتلاك القوة والإستحواذ على مقدرات وثروات الآخرين.
ولهذا فأن العلاقات ما بين الدول ذات طباع غابية محكومة بالمصالح والتطلعات والرغبات المتوقدة فيها , ولذلك فالحروب مستمرة والسلام يستحيل , وهذا طبع السلوك الدولي وما تغير , وإن إتخذ صورا متناسبة مع العصر.
وعليه فالتشكي من الآخرين يُعدّ تعبيرا عن العجز والضعف والهوان , وفقدان قدرات الصون وتأمين المصالح وتأكيد الإرادات.
فالمجتمعات التي لا تعرف مهارات صون وطنها وأمنها وإستقرارها وعمرانها , وإنسانها ومواردها الطبيعية وما يمنحها القوة والإزدهار , هي التي تتشكى وترمي باللائمة على غيرها الذي يرفع رايات “صن وكن”.
فهي لا تطعم نفسها ولا تصنع ما تحتاجه ولا تبني ولا تتقدم , وإنهمكت بموضوعات إتلافية ذات أفكار سوداء وتطلعات بائسة مترعة بالشقاء.
والمجتمعات التي لا تطعم نفسها وتبدد ثرواتها غير مصانة ولا محصنة ولا يمكنها أن تكون.