23 ديسمبر، 2024 12:31 ص

لا يختلف اثنان في العراق على ان النصر على عصابات داعش قد تحقق ، ولا احد يشك اليوم بقدرة قواتنا الامنية بكل صنوفها على دحر اي عصابات ارهابية ، فاليوم نطاردهم على الشريط الحدودي لسوريا بعد ان حررنا كل محافظاتنا تقريبا وبوقت قياسي… بل ربما تعدى النصر على داعش المرحلة لنشاهد ومنذ يومين عمليات فرض القانون والسلطة الاتحاديه على مناطق بكركوك وطرد عصابات مسعود برزاني منها .. وهذا نصر جديد يضاف الى سلسلة ما تحقق من انجازات طيلة السنوات الثلاث الماضيه من عمر الحكومة..
يبقى السؤل الاهم من يقف وراء تلك الانجازات او من هم صُناع النصر في الموصل او حتى كركوك ..؟!
المنصف والمتتبع للاحدت يدرك تماما ان وراء تلك الانجازات ادارة صحيحة وقبلها تخطيط سليم ومعها عمل متواصل ..
ان عوامل النصر كانت في بدايات تشكيل حكومة العبادي ضعيفة جدا ..؟! وشكك الكثيرين بقدرة القوات الامنية التي كانت بموقف دفاعي في ابو غريب والمقدادية على ان تستعيد عافيتها .. او تعود لها المعنويات.. ولان خيبة سقوط الموصل كانت كبيرة لذلك ذهب الكثيرين الى ان حكومة العبادي ستفشل بيد انهم كانوا واهمين جدا ، بل اثبتت الايام خطأ تلك النظرية ، فابو يسر الذي ادارة بحنكه وهدوء كل مفاصل الدولة وتمكن وبكل هدوء من اخماد العواصف السياسية والاختناقات الطائفية ،كما انه لم يكن ببعيد عن مراقبة تحركات برزاني ورغبته الانفصالية ، ولكن الحكمة كانت تستوجب ان يصبر العراق حتى انتهاء محنة داعش وفعلا عندما شارفت على الزوال عاد العبادي الى واقع شمال العراق ليبدأ مسلسل اعادة فرض هيبة الدولة والسلطة الاتحاديه ..
وبكل هدوء وبعيدا عن التصريحات والتهديدات وجد العراقيين ان الجيش والحشد وكل الصنوف بدات بالتوغل وسط كركوك لتحقق الحكومة انجازا جديدا يضاف الى سلسلة ما تحقق من انجازات ولكنه هذه المرة بنكهة مختلفه ..؟!
لقد بهت السياسيين وصدموا بمشاهد فرض القانون على عصابات مسعود في كركوك ، فلم يكن ابو يسر يطلق التهديدات ويستعرض بالفضائيات وانما كان يعمل بصمت يفكر ويخطط ، وافضل ما نجح به ربما هو تجريد الكرد من التعاطف الاقليمي مع قضيتهم وكسبت الحكومة العراقية المعركة السياسية ضد برزاني في اول يوم للاستفتاء الذي اجراه فاجمع العالم على رفضه ..
استثمر ابو يسر البيشمرگة اولا في محاربة داعش ولكنه عاد ليوقفها عند حدها في كركوك ليسجل نصرا سياسيا لافتا ..
فلم يتحقق ذلك بالفوضى وانما كان بالعمل الدوؤب والمتواصل ليل نهار ، فالعبادي حول بوصلة المعارك من معارك التحرير الى معارك فرض هيبة السلطة الاتحاديه ليكسب تعاطف عدد كبير من العراقيين بما فيهم الكرد الناقمين على برزاني وعصاباته الانفصالية ، وللتاريخ لم يتمكن قائدا عراقيا من هزيمة الكرد سياسيا مثلما فعل العبادي ..فالرجل هزمهم سياسيا عندما جعل العالم يقف ضد استفتائهم وهذا ما لم يحدث سابقا في عمر الصراع العربي الكردي حيث كثيرا ما كان يميل الى كسب الكرد للتعاطف الدولي معهم ..؟! اما عسكريا فقد هزمهم العبادي باقل من ٤٨ ساعه حيث نجح بالسيطرة على ابار النفط ومؤسسات الدولة في كركوك بعمليات خاطفه جدا لم يعلن عنها الا صباح اليوم الاثنين ..
التاريخ سيكتب ان العبادي كان اول من صُنع النصر في تحرير تكريت والانبار وديالى والموصل ..كما سيكتب انه اعادة هيبة الدولة وبسط القانون في ربوع الوطن ..
فعلا لقد فعلها العبادي وحقق ما كان يحلم به كل العراقيين (تحرير ونصر).