قال توماس جيفرس الرئيس الثالث لأمريكا: “كل ما يتطلبه الطُغيان للوجود, هو بقاء ذوي الضمير الحَي صامتين”.
الضمير ذلك الشيء الخفي, الذي لا يعرف كنهه إلا الخالق, والذي يؤنبُ الإنسان عند اقترافه الخطأ, فُقِدَ عند كثير من أبناء عصرنا, فالصمت صار سيد الموقف, فصار المخطئ يعتقد نفسه, أنه صاحب حق حيث مات ضميره.
خلال تكرار الأخطاء وتفاقمها, جراء ممارسة من المجاملات السياسية والاجتماعية, أصبحت هناك ضبابية لدى المواطن, فالخطأُ واضحٌ أمامه ولا يرى غير الاتهامات؛ المشوبة بالكذب أحياناً, وأخرى لا تستندُ لدليل, اتهاماتٌ عشوائيةّ!, تبدو للمواطن كأنها حقائق, ولكِنَ أغلبها أكاذيب, من أجل تسقيط الشرفاء, وأصحاب الضمائر التي لاتزالُ حية, خوفا من نشاطها فللسكوت ثورة, تُطيحُ بمن أفسد وخان المواطن.
إعلامٌ مقيت باع ضَميرهُ, بِحفنةٍ من الأوراق النتنة, استغله من مات ضميرهم أخلاقياً, فأصبَحَ بوقاً يتهجم دون خُلقٍ, على كل شريفٍ دون تأنيب لضميره, حيث تم إخراجه عن الخدمة, بتلك الأموال المسروقة من قوت الشعب, كي يتم التعتيم على جرائم ارتُكبت, فهل يَهِبُّ ضمير من سكتوا من سكونه, ليزيل الغشاوة عن عقل المواطن؟.
اقترب يوم الاختبار, لكل فَردٍ يمتلك ضميراً حياً, فَيَوم بدء الدعاية للانتخابات, سَتُظهِر أنواع الضمائر, حية ونائمة وميتة, وهنا يستطيع المواطن العراقي, تمييز السيء من بين المُروجين, وعليه أن ينبذه وذلك, بعدم انتخاب من يروجُ لهم, ما أن يُظهِرَ دليله.
هناك كثيرٌ من الساسة العراقيين, قد اخطأوا بحق الشعب, عن طريق التشويه الإعلامي, وعليهم ان يصححوا خطأهم, باستعمال أساليب مؤدبة, طارحين برامج حقيقية لإنقاذ العراق, مما فيه من درن الفساد والفشل.
عبر عدة دورات انتخابية, تَتَكرر نفس الأساليب الرخيصة, في تشويه الآخرين, وإعطاء الهدايا وشراء الذمم, فهل ستصحو ضمائر ساسة الفشل؟
قال الفيلسوف الصيني كونفيشيوس:” الرجل الذي لا يصلح خطأه, يرتكب خطأً جديداً”.