18 ديسمبر، 2024 7:12 م

صَحيفة Daily Mail في يومِ تنصيب Trump تذكرت صدام

صَحيفة Daily Mail في يومِ تنصيب Trump تذكرت صدام

في عَدَدِها الصّادِر يَوْمِ الجُّمُعَةِ المُبارَكَة 20 كانون الأوَّل 2017م، تاريخ تَرْسيْم الرَّئيس الأمَيْرِكي Trump، تَذَكَّرَتْ صَحيْفَةُ The Daily Mail البَريْطانِيَّة الحَصيْفَة، صَدّام! بَعْدَ عَقْدٍ مِن اعْدادِ إعْدامِه، عِنْدَما كَشَفَتْ عَنْ تَقْريْر اسْتِخباريٍّ سِرّيٍ لِوِكالَةِ الْمُخابَرات المَرْكَزِيَّةِ الأمَيْركيَّة CIA أنَّ واشنطن حَثَّتْ صَدّام عَلى مُهاجَمَة القُطْر العَرَبيّ السُّورِيِّ الشَّقيْقِ لِحِمايَةِ مَصالِحَها وأنابيب النِّفْطِ في الْبَحْرِ الْمُتَوَسّطِ والخَليْجِ الْعَرَبيِّ!. واستندت الصَحيْفَةُ الحَصيْفَة، على أقوال المسؤول السابق في الوكالة المركزية Graham Fuller وفق تقرير استخباري سِرّي يعود لعام 1983م ، مفاده أن الولايات المتحدة سعت بِشِدَّةٍ لإقناع صَدّام بمهاجمة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بسبب إغلاقه خَطَّ الأنابيب العراقية، خشية منها على مصالحها في لبنان ومنطقة الخليج وحماية أنابيب النفط هنالك، في الوقت الذي كان فيه صَدّام يقاتل ضِدَّ الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة ”في سبيل التّاجِ” عُنوان رواية مصطفى لطفي المنفلوطي، أوحى لميشيل عفلق لاحقاً بعُنوان كتابه الإنشائي المدرسي في سبيل البعث/ مأساه شعرية بطلها فتى ”قسطنطين”، تعارض نفسه عاطفتان قويتان حُبُّ الأُسْرَةِ وحُبُّ الوطن، فضحى الأُولى فِداءً للثَّانِيَةِ، ثم ضحى حياته فداء لشرف الأسرة المتمثل في والده الخائن ”برانكومير”، ويدور في الأجزاء الأخيرة الصِّراع بين زوجة والده الأميرة ”بازيليد” و”قسطنطين”!. إغلاق خط الأنابيب العراقي، “ناقوس الخطر” على المصالح الأميركية في لبنان ومحميات خليج البصرة. وأفاد Fuller، أن بسبب قلق واشنطن، سعت إدارتها للضغط على الرئيس الأسد من خلال ثلاث دول محادية لسوريا، العراق وتركيا وإسرائيل، مشيراً إلى أنه نتيجة لهذا الضغط وفي مواجهة 3 جبهات ربما يضطر الأسد الأبُ إلى التَّخَلي عن فكرة إغلاق خط الأنابيب. كانت واشنطن تأمل بأقناع العراق بالتعاون معها، إذ أن إغلاق الأنابيب من شأنه أن يتسبب بضائقة مالية والضرر للعديد من الدول وممكن أن يؤدي إلى نشوء حرب في الخليج. وأشار التقرير إلى أن العراق ربما لن يوافق بسهولة على الطلب نظرا إلى خوضه حربا مع إيران، في الوقت الذي كانت تخوض فيه سوريا حربا في لبنان، ما قد يوسع دائرة الصراع أكثر، وجاء في التقرير أن مطالب بإعادة فتح خط الأنابيب، كانت لتحظى بدعم “معظم الأقطار العربية للعراق، باستثناء ليبيا”. وإذا أرادت الولايات المتحدة كبح جماح سوريا توجب عليها فعل ذلك عن طريق “استعراض عضلاتها “وتسليط الضَّوء على توجيه ضربة قوية (تأجَّلَتْ حَتى تولي الأسد الإبن) لهيبة وسيادة سوريا. ورقة الضغط الثانية اسرائيلية، ذكر التقرير أن تل أبيب كانت لترحب بأي فرصة من شأنها تكسر شوكة الأسد من خلال رفع حدة التوتر بين لبنان سوريا دون حرب، لأن الأسد كان أكبر مشاكل إسرائيل، وليس صَدّام. 
أما الضغط التركي على الأسد تمثل عبر غضب أنقرة من الدعم السوري للأرمن، ولأكراد العراق الذين يديرون عملياتهم من شمال سوريا، وغالبا ما اعتبرت تركيا أن هناك ضرورة لشن عمليات عسكرية أحادية الجانب ضد معسكرات من تسميهم تركيا بـ”الإرهابيين في شمالي سوريا”. وإن استخدام واشنطن هذه الدول الثلاث ضروري لإحداث أي تغيير، وإجبار الأسد على التراجع، إلا أن التقرير أشار إلى أن الجانب العراقي، كان الأكثر تحدياً للخطة، ومن أجل تنفيذ ذلك كان يتوجب على واشنطن “إعادة توجيه السياسة الأميركية تجاه العراق وقد تشمل” مشاركة نشطة أكثر للولايات المتحدة في العراق وتوريد مواد ذات تقنية عالية في إطار جهود التحديث، فضلاً عن أن واشنطن قد تضطر إلى تقديم المزيد من الدعم لصَدّام في الحرب ضد إيران. الرَّئيس Trump بإمكانه تجفيف مستنقعات رمال مضارب الخليج المتحركة في لُعْبَةِ الأُمَم.