السؤال هو الاستفهام عن حالة أو طلب معرفة شيء غامض، والجواب يهدف الى ازالة حالة الغموض ووضع المعني في الصورة التي يود الاطلاع عليها..وهو من موجبات الاسئلة الستة المتعارف عليها في عالم الصحافة.
وغالبا ماتكون الاسئلة الموجهة للطرف الاخر قصيرة للاستفهام عن شيء محدد ,,وتكون الاجابة في المقابل ليست طويلة وربما تكون الاجابة بكلمة او كلمتين او بضع كلمات، مثل :كيف ترى احوال البلد ؟فتقول بخير..واوضاع القوى السياسية؟ فتقول متصارعة او متباينة كثيرا في وجهات النظر..وهكذا.
الا ان مانجده في المقابلات التلفزيونية والصحفية كذلك ان السؤال المطروح غالبا مايكون طويلا جدا ويتضمن اكثر من سؤال، بل وفي احيان معينة يجيبك الذي يسأل عن مضامين اسئلته دون ان يدري ، بعد ان يأخذ به الاسهاب حدا ينسى حتى طبيعة مايود الاستفهام عنه، ويترك الطرف الاخر في حيرة من أمره,,فمثلا احدهم يسأل وما هو الدور الامريكي في احداث امرلي، وكيف استطاعت الطائرات الاميركية تهيأة الاجواء للقوات العراقية لاحتلال المنطقة وفك الحصار عليها، وهل كان هناك دور فعال للقوات العراقية في تحريرها ، وما الطريقة التي تم بها فك الحصار، وكيف تم مواجهة ضخافة ضربات داعش ؟ هذا السؤال يحتمل العديد من الاسئلة ويحتاج كل فقرة منه الى اجابة تختلف عن الاخرى، وهنا يضيع على المحاور الاستفهام عن طبيعة مايود الوصول اليه من حقائق، اذا تم طرح السؤال بهذه الطريقة المسهبة والمغرقة في التساؤل.
واحيانا يذهب المقابل الى توضيح حقائق واحداث ربما لاعلاقة لها بالسؤال، اذ ان طول السؤال انساه المقصد الذي يود المقابل ان يستفهم منه، ويرى اخرون فيه انه يمكن الاجابة على منطوق السؤال من اجابة السائل نفسها، وهو مايؤشر قصورا في المستفهم عن طبيعة مايريد.
ومن المتعارف عليه انه كلما كانت صياغة السؤال محبكة وملمة بمضمونه كلما كانت الاجابة قصيرة واكثر وضوحا ، وبالعكس فانه كلما كانت السؤال طويلا ضاعت على الطرف الاخر فرصة ايصال الرسالة المطلوبة وفقا لما يبتغيه السائل.
بل ان جمالية لغة السؤال وفصاحته وفلسفته تكمن في حبكته وقلة كلماته وفي الاستفهام عن غرض محدد، والجواب ليس بالضرورة ان يكون قصيرا، لكن طول الجواب يعكس احيانا ضعف التعبير عن الفكرة من قبل الطرف الاخر الذي يجيب فيلجأ الى الاطالة لتوضيح مقاصده.
وكلما كان المحاور مثقفا ويمتلك لغة ادبية وصحفية غنية بالمعاني والدلالات سهل عليه توجيه صيغة السؤال، والمشكلة ان طبيعة بعض الاسئلة تحتوي على اكثر من سؤال ، ونضع حتى المقابل في احراج عن الكيفية التي يجيب بها عن موضوعنا المحدد الذي نود الاستفهام عنه، وكلما كانت صياغة السؤال معدة بعناية وتوحي بالكثير فاننا قد نحصل على اجابات قصيرة ومثمرة ودالة وبخاصة اذا كان الطرف الاخر مثقفا او سياسيا لامعا او اديبا او فيلسوفا او فنانا، فلكل طبيعته في السؤال، وفعلا ينطبق على السؤال مقولة : خير الكلام ماقل ودل، وكذا الحال بالنسبة للجواب، لكن ضرورة قصر السؤال هي الاهم، لاننا ليس بمقدورنا ان نحجب حق الاخر في توضيح مايريد، الا اذا ارنا ان نقطع جوابه بطريقة تشعره انه قد تعدى ربما حدود الجواب ونحن نريد الاستفهام منه عن امور اخرى لاتقل اهمية عما سألناه من قبل.
واعداد الجواب لايكون شافيا لنا في بعض الحالات اما تخلصا من الاحراج من قبل الطرف الذي نسأله او لكي يحول الانظار الى سؤال اخر يريد هو ان يبعدنا عن ان يجيب عليه، وهذا يعتمد على ثقافة الطرف الاخر وذكائه عندما يتم توجيه الاسئلة اليه، وبخاصة اذا كان الطرف الاخر يجيد فن المناورة والمراوغة، وهنا يجب على من يسأل ان يعرف طبيعة مضامين المحاور لكي يعرف كيف يستخرج منه الاجابة عن قضية مهمة ربما تكون مهمة بالنسبة الينا في مجالات الصحافة والإعلام.