23 ديسمبر، 2024 9:11 ص

( صوفا ) مابعد الاستفتاء…

( صوفا ) مابعد الاستفتاء…

حراك سياسي ومقدمات تَشي أنَّ تَغيَّراً بُنيوياً طَرَأَ على السياسة الامريكية في العراق!!! وهذا لم يأتي من فراغ فالانتصارات التي تَحْدثُ بهمةِ ودماء أبناء القوات المسلحة العراقية من جيش وحشد شعبي قد أعادَ الواقع السياسي في المنطقة الى نصابهِ الصحيح ..!! العراق هو مركز كل المعادلات الجيوسياسية في المنطقة ،،،

لذلك فان أقدام القنصلية الامريكية في البصرة على مبادرة التوأمة بين رابع المدن الامريكية هيوستن ومدينة البصرة وموافقة مجلس المحافظة على ذلك ، يمثل بادرة حسن نية واضحة و يعطي دلالة مهمة عن توجه أمريكي جديد خصوصا ان الخطوة جاءت بعد الاستفتاء الكردي مباشرة ،،،

كان من المفروض ان تكون الجامعة الامريكية في البصرة مثلما كان مقررا لها في 2005 ولكن وبسبب غياب الرؤية الستراتيجية للاحزاب والتأثير الخارجي على مجلس محافظة البصرة آنذاك رفضت المُنحة وتحولت الى مدينة السليمانية !!

لذلك يجب ان يُقرأ الموقف الامريكي من الاستفتاء الكردي جيداً ، أمريكا تَخَلَّتْ عن اربيل وراهنت على مستقبل العراق ،، واشنطن تبحث عن مصالحها وتحتاج الى شركاء يضمنون هذه المصالح وعلينا ان نفهم هذه الخطوة ونعمل على إستثمارها بما يخدم مدننا وشعبنا .

نحتاج ان نُفعِّل عمل القنصلية في البصرة مثلما هي في اربيل ،،

يجب ان تحصل المدن الجنوبية على حصتها من البعثات والمُنح الامريكية للعراق وان تعود الشركات النفطية الامريكية التي انسحبت من الاقليم منذ فترة الى الجنوب ،، على ان يعمل الجميع على تأسيس الثقة وطمأنة الطرف الامريكي ،،

نستطيع ان نُوظِّفْ التناقضات لصالح العراق ، ويمكن لنا ان نكون اصدقاء لايران وحلفاء لامريكا ،،

علماً إنَّ الجمهورية الايرانية و منذ ان رُفِعَ الحصار عنها وهي تتفاوض لجلب الشركات الامريكية الى طهران ، أعْطَتْ تسهيلات كبيرة لشركات الفندقة الامريكية ( شيراتون وميريديان ) ولسلسلة مطاعم ماكدونالدز للدخول الى السوق الايرانية فضلا عن اغراءات كبيرة لشركات النفط العملاقة والرفض مازال من واشنطن ،،،

لاننسى في هذا الاطار ان العراق ماكان ليتجاوز أزمته الاقتصادية لولا القروض المُيَسَّرَة من صندوق النقد الدولي التي تسيطر عليه واشنطن ،

مواقف سياسية أخرى لم نستثمرها أيضاً مثل زيارة القنصل الامريكي السابق لجرحى الحشد الشعبي في البصرة واصدار السفارة الامريكية في بغداد بيان واضح أثناء تحرير الفلوجة من انه لم يثبت لها أي تجاوز للحشد في معركة الفلوجة في رد على الاعلام الخليجي الذي أستقتل لشيطنة الحشد ،،

باختصار علينا ان نستفيد من تجاربنا السابقة ،، امريكا ليست ملاكا طاهراً كما إنها ليست شيطاناً كافراً …دولة تبحث عن مصالحها وتبحث عن شريك لتحقيق هذه المصالح ،،،

وجود قنصلية أمريكية فاعلة في البصرة وتحضى بدعم حكومي وشعبي يمثل ضمانة لفرص استثمارية كبيرة وعامل مُشجِّع للشركات الامريكية والغربية للعمل في هذه المدينة المنكوبة ،،

اتمنى ان يتطوَّر الوعي السياسي العراقي على مستوى الاحزاب والقواعد الشعبية لكي يتفاعل مع المتغيرات المحلية والاقليمية بشكل صحيح بعيدا عن تجاربنا السابقة التي لم نجني منها الا الشعارات الفارغة….. تَفْعيلْ ( صوفا ) امريكياً هو نافذة علاقات متوازنة مع عراق قوي منتصر هذا هو التفسير المنطقي لكل هذه المعطيات .

* صوفا : إتفاقية الاطار المشترك بين العراق وامريكا