بعض وقائع جريمة تفجير حسينية سيد الشهداء يوم 23 كانون الثاني في طوزخورماتو نضعها اما انظار كل شرفاء العراق من رجال دين وسياسيين وبرلمانيين، نضعها امام انظار المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان، ليروا ويتيقنوا بأن التركمان وخاصة في طوزخورماتو والمناطق التابعة لها ومنذ عام 2003 يعانون من إستهدافهم في أرواحهم وأموالهم من قبل الإرهاب.
نود ان نسأل اولئك الذين يعقدون مؤتمرات على اراضيها للذين ينادون بالغاء المادة 4 إرهاب، والتركمان اولى ان يعقد لهم مؤتمرات لمناقشة اوضاعه المأساوية ، الم تسئلوا أنفسكم باي ذنب يقتل هؤلاء الأبرياء! اي دين هذا الذي يدين به من يبيحون لأنفسهم ولغيرهم قتل الأنفس البريئة وسفك الدماء ولماذا؟ ماهو الخطأ الذي إقترفه التركمان شيعتهم كانوا أم سنتهم تجاه العراق أو شعبه كي يستحقوا كل هذا الحقد الأعمى؟ اي عصر شهد هذا الظلم والقهر والموت الجماعي، عدا العصور التي عصفت بعض الشعوب بالأمراض المميتة! الم يعرف اولئك الذين يريدون اطلاق سراح المجرمين الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين الابرياء بان المجرم الذي فجر نفسه النتنة وقتل كل هؤلاء الابرياء هو احد الفارين من وجه العداله، وان اكثر من 75% من الذي اطلق سراحهم قاموا بعمليات قتل مرة اخرى! قولوها صراحة هل أنتم مع الإرهاب أم ضده؟ نحن التركمان كنا ومازلنا شعب نحب الخير والامان، متسامحين، مسالمين ولانتجاوز على حقوق الاخرين فعلى الاخرين ان لايتجاوزوا على حقوقنا.
نريد أن نسأل مرجعياتنا التي لم تستطع ان تخرج من صمتها لماذا لم نسمع منها مساندة ولو معنوية لشعب ينتمي اليها ويسترشد بها ويستمع لتوجيهاتها ويلتزم بفقهائها، من بحق السماء نستطيع مخاطبته؟ من لديه العصا السحرية لحماية التركمان؟ الشعب التركماني ليس أقليه مثلما اخطأ البعض في خطبه! نريد أن نسأل البعض من رجال الدين الم يكن الشعب التركماني أولى وأحق بالمؤازرة من آخرين مؤيدين للارهاب؟ لماذا لا يدان التفجير الارهابي في طوزخورماتو من قبل الذين يرون انفسهم وطنيين واصحاب مبادئ منحدرين من اصول يفتخر بها العراقيون! ففي الوقت الذي أدان فيه البيت الأبيض وممثل الامم المتحدة العملية الإرهابية، بقيت أطراف عراقية يعول عليها التركمان صامته وللأسف.
في مقال سابق بعنوان ” طوزخورماتو تستيقظ على دوي انفجارات… الدم التركماني مطروح للمساومة من جديد؟” كنا ألقينا الضوء على جريمة تفجيرين إرهابيين وقعا في طوزخورماتو يوم الاثنين 17 كانون الثاني 2012، كتبنا حينها بأن على التركمان في طوزخورماتو وحتى بقية المناطق التركمانية أن يتوقفوا عن إنتظار من ينقذهم من هذه الجرائم المتكررة، وأن يهبوا وخاصة الشباب التركماني لينظموا أنفسهم ويتسلحوا لحماية مناطقهم بعد أن خذلتهم المؤسسات الأمنية الإتحادية والمحلية وحتى السياسيين التركمان، استجاب الشباب التركمان لهذا النداء وبداوا بتشكيل دوريات لحماية احيائهم، ووضع حواجز في مداخل الازقة واعطت نتائج مثمرة بمنع دخول الارهابيين الى الاحياء السكنية، ولكن وللأسف بقيت صرخاتنا دون مجيب من قبل القياديين يقع على عاتقهم حماية من انتخبهم. اليوم علينا التفكير بجدية إن كنا نريد الحفاظ على الوجود التركماني وايقاف نزيف الدم.
هناك وسائل عدة بحاجة الى من يضعها على ارض الواقع، قد يتسائل البعض من هو الذي يقع على عاتقه مسؤولية وضع هذه الأساليب على أرض الواقع الجواب مقدما هو المواطن التركماني، أبناء طوزخورماتو الأصلاء. لقد سئمنا من وعود السياسيين الخداعة، ومللنا من فشل القادة الامنيين وطروحاتهم الزائفة، فقدنا الثقة بكل شئ اسمه الامن والشرطة، فالامر اليوم بيد المواطن التركماني الغيور دون غيره، ان كانت الذلة والمصلحة الشخصية اصبحت صفة لصيقة ببعض المسؤولين في الدولة، فان هناك الكثير من الشباب الغيارى في طوزخورماتو مستعدين للدفاع عن طوزخورماتو وأهله مثلما فعل الشهيد جمال بالطا، فهو خير مثال على شجاعة ومروءة التركماني الغيور الذي يضحي بنفسه من اجل شعبه وابناء مدينته، أليكم أيها الأخوة قصة الشهيد جمال بالطة.
العدد الاكبر ممن نجوا بحياتهم مدينين لمروءة وشجاعة ابن طوزخورماتو الغيور والمعروف بشهامته الشهيد جمال بالطة، اذ يقول المواطن حسن إبي وهو أحد الناجين من العملية الارهابية: “كنت أنوي الخروج من مجلس العزاء وإذا بالشهيد جمال قد جاء وجلس في المقعد الذي تركته للتو، وهو بجانب المقعد الذي كان قد جلس عليه المجرم الذي فجر نفسه فيما بعد في وسط الحسينية”، يضيف المواطن هيثم هاشم مختار بان الانتحاري قد وقع ارضا قبل ان يفجر نفسه، اما المواطن علي قوجا الذي كان متواجدا في الحسينية أثناء الإنفجار والذي نجا باعجوبة حيث كان جالسا خلف اخيه احمد قوجا المعاون الاداري لمحافظ صلاح الدين والذي اصيب اصابات بليغة في الساقين والورك، إذ يقول علي قوجا: “قبل الانفجار سمعت حركة غير عادية في الكراسي وتلاه صوت اشبه بالتنفيس الهوائي ثم حدث الانفجار”، اما المواطن ادريس محمد ليلانلي والذي اعيدت له الحياة وكتب الله له حياة جديدة كونه بعد الاصابات البليغة في الراس كان متواجدا بالقرب من المجرم، فيؤكد وقوع المجرم ارضا قبل الانفجار: “بعدما جلس المجرم بالقرب من الشهيد جمال بدى الحزام الناسف الذي يلبسه واضحا بسبب اختلاف وضعية الجلوس عن الوقوف ودفع البطن للحزام الى الامام، ان جرأة الشهيد جمال بالطا قد دفعته الى مسك المجرم محاولا افشال هدفه بعدما تاكد الشهيد جمال بأن نية المجرم كانت تفجير الحسينية حين رأه يمد يده العفنة للظغط على زر التفجير قفز عليه الشهيد جمال فاسقطه ارضا وانفجر الحزام وبدات الشظايا تتطاير من تحت ارجل الحاضرين، وهذا كان سببا في انقاذ اكثر من 200 مواطن من الموت المحقق.
لم يتم العثور على جثة الشهيد جمال بالطا الا بعد الاتصال بهاتفه النقال الذي رن بجثة تتكون من نصف هيكل، فنصف جسمه قد هشم تماما وتحول الى قطع لحمية تناثرت في سقف وجدران الحسينية.
السيد محمد مهدي قوشجو زارنا وهو يروي مشاهد مروعة من داخل الحسينية من اثار للدماء وقطع لحمية متناثرة داخل القاعة، فضلا عن بتر ارجل 150 من المقاعد الموضوعة داخل القاعة، شاغلي هذه المقاعد جميعا مصابين باصابات بليغة ومتوسطة وخفيفية في الساقين، اما المجرم فلم يبقى منه سوى راسه فضلا عن التصاق الجزء الخلفي من الحزام الناسف بسقف القاعة، اما ارضية القاعة فتحولت وبفعل الدماء التي سالت الى مستنقع يصعب المشي عليه.
نداء استغاثة نطلقها الى شرفاء العراق، نقول وبصوت عال بان مخططا جهنميا قد رسمت ووضعت الخطوط العريضة لابادة التركمان، الشباب الغيارى وابناء طوزخورماتو على اهبة الاستعداد في الدفاع عن المدينة وابنائها، هم بحاجة الى من يساندهم، يقع على عاتق كل مواطن ومسؤول وسياسي تركماني واجب مقدس كل حسب موقعه لايقاف نزيف الدم التركماني.
نرى وجوب تشكيل قوة تركمانية من ابناء المدينة من التركمان تعطى لها صلاحية الدفاع عن المدينة، كفى بنا ان نبقى متفرجين والارهاب يحصد ارواحنا، ورقة نضعها امام ابناء المدينة وقبلها السياسيين ومسؤولي الدولة من التركمان اينما كانوا. فلن نسمح ان يكون قدر طوزخورماتو كبش فداء للسياسات المحلية والإقليمية البغيضة.