الوضع الامني المتردي في طوزخورماتو لايوجد مثيل له في كل انحاء العراق، والسبب بكل بساطة فقدان التنسيق بين الجهات الامنية، وتضارب التعليمات ومصدر المعلومات بين الجهات الحكومية المتمثلة بالمركز، وبين قوات البشمركة الكردية من جهة ، والشرطة المحلية التي لاقدرة لها من جهة اخرى، فوجودها مثل عدمه لايغير من الواقع شيئا، فضلا عن الشرطة الاتحادية والجيش.
نعلم ويعلم الجميع بان المدينة تفتقد الى خطة امنية واضحة المعالم ان كانت هناك خطة امنية اصلا، وهذا ما فسح المجال للجماعات الارهابية حرية الحركة وبالتالي القيام بعمليات الخطف والقتل والتفجير في المكان والزمان الذي تريده وتستهدف الشخصية التي تريدها متى واينما تشاء.
معلوم وحسب بعض التقارير بان مخابرات النظام السابق وضباط الجيش العراقي واستخباراته قد وحدوا صفوفهم في الفترة الاخيرة وتعمل بنشاط منقطع النظير وبالتنسيق مع المجرمين الذين تحتضنهم المنطقة، والدليل على ذلك الخطة التي وضعتها الايادي المجرمة، والية وادوات تنفيذ تفجير الحسينية، وما سبقة قبل ايام من عملية اغتيال احد الضباط التركمان وهو النقيب فلاح البياتي في طوزخورماتو من قبل ارهابيين اثنين بواسطة اسلحة كاتمة للصوت في داخل المدينة.
ان القراءة الاولية للعملية الارهابية التي استهدفت حسينية سيد الشهداء في طوزخورماتو تدلنا على نتيجة مفادها بان التخطيط لهذه العملية الجبانة قد تم التحضير له منذ فترة بعيدة، اذ اعلن بضعة اشهر اعتقال احد ابرز قيادي تنظيم القاعدة المطلوب للعدالة في ساعات الصباح الاولى في طوزخورماتو ومن امام حسينية سيد الشهداء، لربما نست القوات الامنية او تناست هذا الحدث الذي وكما نعتقد بان له علاقة مباشرة بالعمل الارهابي الاخير، لربما كان هذا الإرهابي مكلفا باجراء مسح ميداني لعملية ستقام ضد التركمان في طوزخورماتو، قد تكون عناصر الامن والشرطة قد فشلوا في نزع الاعترافات واخذ المعلومات الكافية منه، لعدم مهنية الكثير من القياديين في الشرطة والجيش لاعتبارات يعرفها الجميع، وعليه لم يتم اتخاذ تدابير امنية صحيحة او تحليل سبب تواجد هذا الارهابي في هذا المكان بالذات.
الإحتمال الأكثر قبولا هو أنه وبعد مرور تلك الشهور تم تحديد ساعة الصفر، ومن أجل إيقاع المزيد من الأذى بحق الأبرياء من التركمان تم تنفيذ عملية إغتيال قريب احد الشخصيات السياسية التركمانية المعروفة في المدينة، اذ تم يوم 22 كانون الثاني اغتيال صهر نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية علي هاشم مختار اوغلو بسلاح كاتم في منطقة مزدحمة شمال القضاء، وذلك تمهيدا للعملية الإرهابية، حيث تجمع الناس وبالاخص السياسيين البارزين في الساحة التركمانية لأداء واجب التعزية وهذا ما كان يرموا اليه الإرهابيين لتنفيذ مهمتهم القذرة.
المخططين لهذه العملية لم يكونوا اشخاص عاديين، بل لديهم خبرة متراكمة إن لم يكونوا مهنيين من طراز خاص، اذ كان الهدف قتل اكبر عدد ممكن من التركمان الى جانب تصفية السياسيين التركمان، وعليه تم ارسال الارهابي المجرم المتدرب جيدا الى داخل الحسينية، وحسب اقوال البعض ممن نجو من الحادث فان المجرم قد دخل الحسنية بكل هدوء دون ان يظهر عليه علامات الخوف او التردد، مستغلا حضور وفد سياسي من كركوك يتراسه رئيس الجبهة التركمانية العراقية السابق الدكتور سعدالدين اركيج لتمويه الناس، وبكل هدوء جلس مع الوفد، وهذا يعني بانه قد حضر مرات عدة قبل المرة الاخيره الى الحسينية المستهدفة واختار مكانا استراتيجيا داخل الحسينية والجلوس في منتصف الحسينية.
حسب تقاليد مراسيم الفاتحة فان الحضور لايمكن لهم ترك الفاتحة الا بعد الانتهاء من قراءة بعض الايات القرانية من قبل القارئ واتمام سورة الفاتحة، اذ ان مهنية المجرم في الارهاب وتلقيه المعلومات الدقيقة جدا عن هذه المراسيم تبين من خلال إنتظاره حتى تمتلئ القاعة وتاكده من اتمام المقرئ القراءة، حيث فجر نفسه ليحصد العدد الاكبر من ارواح الابرياء.
من يعقد بان مثل هذه العمليات مجرد انتحار شخص وقتل الابرياء فقط فهو واهم، فالمنطقة مهددة بالكامل نحو التغيير ديموغرافيا وعرقيا وقوميا. اكثر من جهة ودولة تشارك لانجاح هذا المخطط منها جارة للعراق واخرى عدوة،هاهو(آفي ديختر) وزير الامن الاسرائيلي يقول (الآن في العراق دولة كردية فعلا ، تتطلع الى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان ، بل ضم شمال العراق بأكمله ، مدينة كركوك في المرحلة الأولى ثم الموصل وربما محافظة صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين.
يتبع